حكم ختان الكبيرة

حكم ختان الكبيرة

فيه
قولان : قياساً على ختان الكبير ^([1])
.

الأول
: وجوب ختانه ، فقد روى عن عطاء أنه قال : " لو أسلم الكبير لم يتم إسلامه حتى
يختتن " ^([2])، وقال ابن حنبل : " سألت أبا عبد الله عن الذمى إذا أسلم ترى لـه أن يطهر
بالختان ؟ قال لابد لـه من ذلك" ^([3]) .

واستدل
أصحاب هذا الرأى بحديث "اختتن إبراهيم _-عليه السلام_– وهو ابن
ثمانين سنة " ^([4])قال تعالى : ) مِّلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ ( ^([5])، وبالأثر الذى روته أم المهاجر أن
عثمان - رضى الله عنه - أمر بخفاضها هى والمرأة التى أسلمت معها حين قال : "
أخفضوهما وطهروهما " ^([6]).

الثانى
: أنه يترك وهو قول الحسن ^([7])لما رواه البخـارى فى الأدب

المفرد
^([8]) بسنده عن الحسن قال : قد أسلم مع
رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الرومى والحبشى فما فتش أحداً منهم "
.

وأرى
أن الرأى الراجح هو وجوب الختان للكبيرة والكبير ؛ لأن نفس الحكم وفوائد الختان
توجد فيهما كا توجد فى الصغير ، وأما ما رواه الحسن فإنه يرد عليه بأن العرب قاطبة
كانوا يختتنون ، واليهود قاطبة تختتن ولم يبق إلا النصارى ، وهم فرقتان ، فرقة
تختتن وفرقة لا تختتن ، وقد علم كل من دخل فى الإسلام منهم ومن غيرهم أن شعار
الإسلام الختان ، فكانوا يبادرون إليه بعد الإسـلام كما يبادرون إلى الغسل ^([9]) .

لكن
إن شق عليه وخاف التلف سقط عنه ، فقد اختلف العلماء فى ذلك حيث يرى الجمهور أنه
يسقط عنه ^([10])؛ لأن الغسل والوضوء وغيرهما يسقط إذا خاف على نفسه منه ، فهذا أولى ^([11]).

ويرى
البعض الآخر أنه لا يسقط ^([12]) .

وأرى
أن الرأى الراجح هو : سقوط الختان عمن خاف منه تلفاً ؛ لقوة أدلتهم ، وهى قياس
الختان على الوضوء والغسل وغيرهما ؛ لأن لهذه الأمور تسقط إذا خاف على نفسه منها ،
فالختان أولى أن يترك ، ولقوله تعالى : ) وَلاَ تُلْقُواْ بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ
( ^([13]) .

بل
ذهب الإمام ابن القيم إلى أنه يمنع منه ولا يجوز لـه فى هذه الحالة كما يمنع من
الاغتسال بالماء البارد فى حالة قوة البرد ، وكما يمنع المريض الذى يخشى التلف من
الصوم ^([14]) .

([1]) لأن الفقهاء يتكلمون عن ختان الذكر والأنثى معاً .

([2]) فتح البارى ج10 ص353 .

([3]) المغنى ج1 ص86 .

([4]) سبق تخريجه ص27 من هذا البحث .

([5]) سورة الحج ، الآية 87 .

([6]) سبق تخريجه ص31 من هذا البحث .

([7]) المغنى ج1 ص85 .

([8]) الأدب المفرد باب الختان للكبير ، ص363 .

([9]) تحفة الودود ، ص156 – 157
.

([10]) الدر المختـار ج7 ص341 ، وحاشية العدوى ج3 ص413 ، والمغنى ج1 ص85 –
86 ، وتحفة الودود ص172 ، والروض المربع مع الحاشية ج1 ص159 .

([11]) المغنى ج1 ص85 – 86 .

([12]) حاشية العدوى ج3 ص413 ، وتحفة الودود ص172 .

([13]) سورة البقرة ، الآية 195
.

([14]) أقصد بالختان هنا الختان الذى وضح كيفيته رسول الله - صلى الله
عليه

سلمت يداك على الموضوعات الاكثر من رائعة
لك ودى واحترامى

» حكم ختان من مات قبل أن يختن
» حكم ختان من ولدت مختونة
» كيفية ختان الأنثى؟؟؟
» موقف الأطباء من ختان الإناث
» أنواع ختان الأنثى وحكمه كما هو فى الواقع