ما هو أفضل شىء في الدنيا؟ نرجو المشاركة من الجميع
هذا سؤال طُرح على بعض الأفاضل، فقال: الإيمان بالله، فقال له السائل: لا أريد فيما يتعلق بالخالق، وإنما فيما يتعلق بالمخلوقين، فقال مجيبا - وما أجمله من جواب لكن لمن تدبر وتأمل- الأخوة في الله، وإصلاح ذات البين!، فكان لهذا الجواب أثر عظيم في نفسي؛ لأن هذين الخصلتين قل من يعتني بهما في زمن ظهرت فيه علامات الغربة، ولكل أحد أن يسأل نفسه عن موقعه من هاتين الخصلتين، لا سيما وأن الأخوة في الله تظهر معالمها بوضوح في الحب في الله والبغض في الله اللذين هما أوثق عرى الإيمان، وقد أخرج الشيخان في صحيحيهما من حديث أنس رضي الله عنه:"ثلاث من كن فيه وجد بهن حلاوة الإيمان: وفيه:" أن يحب المرء لا يحبه إلا لله"، وجاء عن ابن عباس رضي الله عنهما انه قال:" من أحب في الله وأبغض في الله ووالى في الله وعادى في الله، فإنما تنال ولاية الله بذلك"، ثم يقول ترجمان القرآن وحبر الأمة:"وقد صارت عامة مؤاخاة الناس على أمر الدنيا، وذلك لن يجدي على أهل شيئا" رواه ابن جرير، يقول العلامة الفوزان:"فابن عباس يستنكر في وقته أن الناس صاروا يوالون ويعادون من أجل الدنيا، فكيف بوقتنا هذا!؟لا شك أن الأمر قد زاد، فكثير من الناس فقدوا هذه الصفات: المعاداة في الله والموالاة في الله، والمحبة في الله، والبغض في الله إلا من شاء الله ...، وما دام أنه قليل فليفتش كل واحد منا عن نفسه بأن لا يكون مع الكثرة التي ضيعت هذا الأصل العظيم كالذين لا يوالون إلا في الحزبية والمنهجية، فمن وافقهم في حزبيتهم ومنهجيتهم أحبوه، ولو كان عدو الله ورسوله، ومن خالفهم أبغضوه ولو كان وليا لله ورسوله!!"انتهى كلامه حفظه الله ورعاه، أقول: هذا غيض من فيض مما نراه مما يندى له الجبين في تعامل الناس فيما بينهم، وأين -بالله عليكم- حقوق الأخوة الصادقة، وأين أيضا الحرص على إصلاح ذات البين؟، هذه الأمور أثارت شجونا عظيمة في قلبي، لذا رأيت أن أبثها في قلوب الآخرين لعلها أن تحيي أنفسا موتى، و قلوبا غلفا، وعقولا عميا، وهذا عظة لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد، ولا حول ولا قوة إلا بالله، والله الموفق والهادي إلى سبيل الرشاد.