تنبيه لمحاسبة النفس
أخي المسلم هل حاولتَ أنْ تعد حسناتك وسيئاتك كما تعد دنانيرك ودراهمك ؟
هل خلوتَ بنفسك يوماً فحاسبتَها على ما بَدَرَ منها من التقصير والإهمال في جنب الله ؟
هل تأملتَ يوماً طاعتَك التي تقرّبتَ بها إلى بارئك مفتخراً بها فوجدت أكثرها مشوبة بالرياء والسمعة وحظوظ النفس ؟
اعلم أخي المسلم أنَّ محاسبة النفس أمرٌ لا بد منه ، فحاسبْ نفسَك الآن قبل أنْ تُحاسَبَ يوم القيامة ، وَزِنْ حسناتك بسيئاتك في الدنيا قبل أنْ تُوزَنَ يوم الآخرة يوم الحسرة والندامة ، يوم يفر المرء من أخيه وأمه وأبيه وصاحبته وبنيه .
فعليك أخي المسلم أنْ تتصفح عملك في الليل ما صدر منك ذلك النهار ، فإنْ كان عملك محموداً أمضيته ثم تعمل فيما بعده بمثله ، وإنْ كان ما فعلته في ذلك النهار مذموماً فعليك أنْ تستغفر وتتوب وتستدركه ، وتنتهي عن مثله فيما يستقبل من الأيام .
ثم عليك أخي المسلم أنْ تتثبت دائماً في جميع الأحوال قبل الفعل والترك ، حتى يتبين لك ما تفعل ، فإنْ كان خيراً فاعمل وإنْ كان دون ذلك فاترك .
وتَبصّر دائماً بقوله تعالى : ] إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَوْا إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُوا فَإِذَا هُمْ مُبْصِرُونَ [ [ الأعراف : 201 ] .
ولمحاسبة النفس فوائد جمة ومنافع عدة ، منها : أنك تطّلع على عيوب نفسك ونقائصها ومثالبها ، ومن ثم تستطيع أنْ تضع الدواء على موضع الداء . وكذلك أنك بمحاسبتك لنفسك تتعرف على الله أكثر ، وتعلم عظيم فضله عليك . ثم إنَّ من أعظم ثمار المحاسبة التوبة والندم وتدارك ما فات من الأعمال الصالحة في زمن الإمكان ، وسيؤول ذلك إلى الاجتهاد في الطاعة وترك المعاصي ؛ حتى تسهل عليك المحاسبة في يوم لا ينفع فيه مالٌ ولا بنون .