يقول تعالى " وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون"
اعلم يرحمك الله أن غاية خلق الخالق للخلق هي عبادته سبحانه وتعالى وسخر لنا كل شيء في الدنيا حتى يتيسر لنا عبادته فالله لم يخلقنا من اجل العمل أوالدراسة أو أو...وإنما قال" إلا ليعبدون" وإلا أداة استثناء أي للعبادة فقط ولا يقبل أية عبادة لا عبادة العادات والتقاليد ولا عبادة الآباء والأجداد وإنما يقبل العبادة التي أمرنا بها فقال﴿ ألا لله الدين الخالص﴾
وقال" وما أمروا إلا ليعبدواالله مخلصين له الدين حنفاء "
فلا تصح أية عبادة إلا إذا توفر فيها شرطان هماالإخلاص لله عز وجل بان تكون خالصة من الشرك فان كان فيها شرك فإنها لا تقبل
قال تعالى"ولقد أوحي إليك والى الذين من قبلك لئن أشركت ليحبطن عملك ولتكونن من الخاسرين) وقال (ولو أشركوا لحبط عنهم ما كانوا يعملون) والشرط الثاني: أن تكون موافقة لسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم لقوله
من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهورد﴾ أي مردود عليه .
ولأهمية هذا الأمر بعث الله الرسل وانزل الكتب فكان أولما يبدأ به أي رسول في دعوته
(يا قوم اعبدوا الله مالكم من اله غيره) لم يكن يبدأبالصلاة أو الزكاة أو الصيام... أو يحرم عليه الخمر أو أو وإنما كان يدعوا أولا إلى إفراد الله بالعبودية لان الصلاة مع الشرك لا تنفع والصدقة مع الشرك لا تنفع كماقال تعالى:
(وقدمنا إلى ما عملوا من عمل فجعلناه هباءا منثورا) وقال(وجوه يومئذ خاشعة عاملة ناصبة تصلى نارا حامية)..نعم وجوه يومئذ خاشعة بالصلاة وعاملة بالصدقة ..ولكن خالط ذلك العمل الشرك والعياذ بالله فجعله الله هباءامنثورا.
ومن تأمل وتدبر القران أدرك أن دعوة الرسل تكون إلى التوحيد أولا وبعد ذلك إلى الصلاة وغيرها..
يقول تعالى
ولقد أرسلنا نوحا إلى قومه إني لكم نذير مبين أن لا تعبدوا إلا الله إني أخاف عليكم عذاب يوم اليم)
وقال: (والى عادأخاهم هودا قال يا قوم اعبدوا الله مالكم من اله غيره إن انتم إلا مفترون) وقال
والى ثمود أخاهم صالحا قال يا قوم اعبدوا الله مالكم من اله غيره)
وقال (والى مدين أخاهم شعيبا قال يا قوم اعبدوا الله مالكم من اله غيره)
...وكان دعوة خاتم المرسلين أيضا قولوا لا اله إلا الله تفلحوا نعم لا اله إلا الله التي من اجلها خلقنا ومن اجلها خلقت السموات والأرض ومن اجلها وضع الصراط والميزان...ومن اجلها خلقت الجنة والنار ومن اجلها أوذي الأولون والآخرون...لا اله إلا الله مفتاح الجنة من أتى بها دخل الجنة ألا إن سلعة الله غالية ألا إن سلعة الله الجنة والسلعة لا تعرف قيمتهاإلا بثمنها فثمن الجنة لا اله إلا الله فهي غالية وثقيلة على من حملها لذلك أبت السموات والأرض والجبال على حملها وأشفقن على الإنسان لما حملها وكما قال تعالى" إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَن يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُوماً جَهُولاً{ الأحزاب 72.
فتأمل هذه الكلمة العظيمة يرحمك الله هل يكفي النطق بها دون عمل كما يفعل أهل زماننا فلا اله إلا الله كلمة والكلمة لفظ له معنى فلا تنفع إلا بالعلم بمعناها والعمل بمقتضاها ولذلك رفضها الأولون لأنهم كانوا أهل لغة لما قال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم قولوا لا اله إلا الله تفلحوا علموا أن معناها خلع الأرباب والأنداد والآلهة والطواغيت وإفراد الله بالعبودية فلا رب إلا الله ولا خالق إلا الله ولاحاكم إلا الله... ولكن لما كثر الجهل رجع الإسلام غريبا كما بدا كما قال صلى الله عليه وسلم
بدا الإسلام غريبا وسيعود غريبا فطوبى للغرباء) ولهذا اجتهد مجموعة من العلماء يرحمهم الله لما أدركوا جهل الناس لمدلول الكلمة العظيمة بجمع شروطها ونو اقضها وشرحوا أنواع التوحيد والشرك ومعنى الطاغوت...وكل ذلك بالاستقراء والتتبع للآيات القرآنية والأحاديث النبوية حتى يسهل على الناس فهم التوحيد الذي من حققه دخل الجنة ومن جهله أو رفضه دخل النار والعياذبالله.
ولهذا فان تعلم التوحيد فرض عين على كل إنسان يقول تعالى( فاعلم انه لا اله إلا الله) فاعلم فعل أمر يفيد الوجوب فالواجب تعلم التوحيد أولا ولا يقبل الله أي عذر دنيوي والعياذ بالله لمن جهل التوحيد أو لم يبحث عنه لأنه كما ذكرت في الأول غاية خلقنا هي عبادة الله عز وجل