خيارات الامه علي من اساء للرسول صلي الله عليه وسلم

لقد وصف الله سبحانه الداء ( الأذى المعنوي ) .. والدواء ( الصبر والتقوى)... بل وحدد الجهة التي ستتسبب بهذا الداء ( أهل الكتاب )
في آية واحدة

قال تعالى ( لَتُبْلَوُنَّ فِي أَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ وَلَتَسْمَعُنَّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ مِن قَبْلِكُمْ وَمِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُواْ أَذًى كَثِيراً وَإِن تَصْبِرُواْ وَتَتَّقُواْ فَإِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الأُمُورِ ( آل عمران186)

وهذا الدواء كان بعلم الله لما ستكون عليه حال الأمة من الضعف والهزال الشديد من الناحية العسكرية .. فالله سبحانه استبق الجواب على هذا السؤال .. حتى لايكون علماء الأمة في حرج من الإتهام بالنفاق والعمالة ... الخ .. لو طلبوا من الناس الصبر والتقوى .. فالله علم أن عقول الناس لن تتحمل هذا .. فأجابهم بنفسه

وحتى لاتركن الأمة لهذا العلاج .. في حال ضعفها ... ولا تستعمله في حال قوتها ..بذكره لدواء آخر وهو القتال .. في آية أخرى

قال تعالى ( لن يضروكم إلا أذى وإن يقاتلوكم يولوكم الأدبار ثم لا ينصرون ) ( آل عمران111 )

أي إذا لم تصبروا على الأذى وأردتم القتال .. وقاتلتموهم ... فستكسبون المعركة

وهذا العلاج .. لؤلي العزم من الرجال ( جكام وعلماء وشعوب) .. لكنه حل وعلاج ودواء وخيار مطروح للأمة إن شاءت أخذت به

وعبر سبحانه عن ذلك بأسلوب إعجازي ... فالمفروض أن يكون القتال ممن تعرض للأذى .. ولكن الله قال ( وإن قاتلوكم ) وهذا يدل على ضعف الأمة الشديد .. وعدم التكافؤ في ميزان القوة العسكرية .. بحيث يكون ابتدائها بالقتال .. قتال لأعدائها لها ... والمعنى العام إذا استدرجوكم للقتال
فالقتال كان ابتداء ً منكم لكنه بالأساس خطة منهم واستدراج .. ولذلك عبر عنه بقوله ( ولئن قاتلوكم )

ومن المبشرات .. أن الله ضمن لنا نتيجة المعركة .. بطريقة توحي بقوتهم وضعفنا بقوله ( يولوكم الأدبار ) وبقوله ( ثم لاينصرون )

ولم يقل ننصركم عليهم ( كما في آيات أخرى وبمناسابات أخرى ).. لأن النصر الكامل لايكون بفشل مخطط الأعداء .. بل يكون باحتلال أرضهم .. وهذا بعلم الله لن يكون بسبب ضعف الأمة الشديد
وحسبك بضعف أمة أن تعتبر صد عدوان أعدائها نصر لها ....؟؟؟؟؟

وهذا اختبار لفقه الأمة .. وإيمان قادتها

فإن هم أخذوا بالحل الثاني .. القتال .. فإنهم يأخذونه إيمانا ً بوعد الله أن ينهزم الأعداء ولا يحققون النصر الذي يريدون

وإن هم أخذوا بالحل الثاني .. والذي وصف بأنه من عزم الأمور .. فإن نتيجته ستكون نصرا ً حضاريا ً معنويا ً .. وليس نصرا ً عسكريا ً أو ماديا ً ملموسا ً

وعلى كل حال .. فالأمة إلى خير في كلتا الحالتين .. لكن الله يختبر عباده

وما هذا الأذى ... إلا كما يقوم طبيب الأعصاب من وخز يد المريض أو رجله بدبوس .. ليتأكد أن في هذا العضو إحساس .. فإذا لم يتألم المريض علم أن في هذا العضو شلل وليس مجرد خدر يمكن علاجه .. وإذا تألم استبشر الطبيب بردة الفعل هذه وعلم أنه خدر بسيط يمكن علاجه

والمشاهد أن الأمة تألمت .. ولن يكون هذا الألم لا حافزا ً للأمة لتستعيد مجدها ولا تركن للدعة والسكون فتموت .. ولن يكون هذا الألم إلا منبها ً للأقليات المسلمة التي في أطراف المعمورة والتي كادت أن تذوب هويتها .. أن تستعيد وعيها بحقية هويتها الإسلامية .. ومراجعة قضية الولاء والبراء .. ومعرفة موقعها في المعركة بين الحق والباطل

ألا ترى أن التألم سرى حتى في فساق المسلمين .. بل حتى في عتاة الفساق من المسلمين

ملاحظة أخيرة : الأذى الذي جاءنا من الذين أشركوا ( الرافضة ) ... كان في أم المؤمنين الصديقة بنت الصديق عائشة بنت أبي بكر رضي الله عنها
وفي هذا إشارة لما يجب أن تكون عليه تسمية الشيعة .. بالمشركين تحديدا ً وليس غيره .. لأنه الذنب الأعظم الذي تلبسوا به

فالأمة ترجو الخير حتى فيما تكره

فلله الحمد في الأولى والآخرة

» رد الدكتور زغلول النجار على الفيلم المسيء للرسول -صلى الله عليه وسلم-
» بيان من الهيئة العالمية للتعريف بالرسول صلى الله عليه وسلم ونصرته حول ما تطاول به أحد الصحفيين على الله تعالى وعلى رسوله محمد عليه الصلاة والسلام
» الخالدون مائه اعظمهم محمد رسول الله صلي الله عليه وسلم
» باب ما كان النبي صلى الله عليه وسلم يستعيذ بكلمات الله لا بكلام غيره
» باب ما نقش النبي صلى الله عليه وسلم في خاتمه من كتاب الله وما يدخل به الحاجة