الذين يستحقون اللعنة
اللعنة: هي الطرد والإبعاد من رحمة الله ومن كرم الله؛ فيجب على المسلم أن يحذر من لعنة الله, ويجب عليه أن يعلم الأشياء التي إذا فعلها أو اتصف بها وقعت عليه اللعنة, وقد ذُكر في هذا الدرس ستة عشر حديثاً تبين من هم الذين يستحقون اللعنة من الله والطرد من رحمته تبارك وتعالى, فما هي هذه الأحاديث التي يجب علينا معرفتها وتجنب ما فيها مما يؤدي إلى اللعن؟
أحاديث اللعن
الحمد لله الذي كان بعباده خبيراً بصيراً، وهو الذي جعل الليل والنهار خلفة لمن أراد أن يذكر أو أراد شكورا، وتبارك الذي نزل الفرقان على عبده ليكون للعالمين نذيرا، الذي له ملك السماوات والأرض ولم يتخذ ولدا ولم يكن له شريك في الملك وخلق كل شيء فقدره تقديراً.
وأشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، بعثه الله هادياً ومبشراً ونذيراً، وداعياً إلى الله بإذنه وسراجاً منيراً، بلّغ الرسالة، وأدى الأمانة، ونصح الأمة، وجاهد في الله حتى أتاه اليقين.
فصلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً.
أمَّا بَعْد:
أيها الناس: بين يدي الآن وثيقة شرعية، وقائمة نبوية بأسماء الذين لعنهم الله على لسان رسوله صلى الله عليه وسلم، فنعوذ بالله من مقته، ونعوذ بالله من لعنته، ونعوذ بالله من غضبه.
سوف أقرؤها بين أيديكم، علنا أن نجتنب هؤلاء الملعونين وهذه اللعنة.
واللعنة: هي الطرد والإبعاد من رحمة الله ومن عفوه، وكرمه.
وتوخيت في هذه القائمة الأحاديث الصحيحة والحسنة التي ثبتت عن معلم الخير صلى الله عليه وسلم إلا في بعض الألفاظ فنبهت على ذلك، وتجنبت الضعيفة، وإلا فالملعونون والملعونات عشرات في كثير من الأحاديث النبوية.
وسوف أسرد الأحاديث ثم أعود فأعقب بشرحٍ موجزٍ على كثير من الألفاظ.
- يقول عليه الصلاة والسلام: {لعن الله الخمر، وشاربها، وساقيها، وبائعها، ومبتاعها، وعاصرها، ومعتصرها، وحاملها، والمحمولة إليه، وآكل ثمنها} رواه أبو داود، وصححه الحاكم عن ابن عمر.
- وقال عليه الصلاة والسلام: {لعن الله الراشي والمرتشي والرائش الذي يمشي بينهما} رواه أحمد عن ثوبان وللترمذي والحاكم نحوه، وكلمة الرائش في ثبوتها نظر.
- وقال عليه الصلاة والسلام: {لعن الله آكل الربا، وموكله، وكاتبه، وشاهديه، وقال: هم سواء} رواه مسلم.
- وقال عليه الصلاة والسلام: {لعن الله السارق، يسرق البيضة فتقطع يده، ويسرق الحبل فتقطع يده} رواه البخاري ومسلم.
- وقال عليه الصلاة والسلام: {لعن الله المتشبهات من النساء بالرجال، والمتشبهين من الرجال بالنساء} رواه أحمد وأبو داود والترمذي.
- وقال عليه الصلاة والسلام: {لعن الله الرجل يلبس لبسة المرأة، والمرأة تلبس لبسة الرجل} رواه أبو داود وصححه الحاكم.
- وقال عليه الصلاة والسلام: {لعن الله المحلل، والمحلَّلَ له} رواه أحمد والأربعة.
- قال عليه الصلاة والسلام: {لعن الله النائحة والمستمعة} رواه أحمد وأبو داود.
- قال عليه الصلاة والسلام: {لعن الله الواشمات والمستوشمات، والنامصات والمتنمصات، والمتفلجات للحسن المغيرات خلق الله} رواه البخاري ومسلم.
- قال عليه الصلاة والسلام: {لعن الله الواصلة والمستوصلة، والواشمة والمستوشمة} متفق عليه.
- قال عليه الصلاة والسلام: {لعن الله زوارات القبور} رواه أحمد وابن ماجة والحاكم وعند الثلاثة: {زائرات القبور والمتخذين عليها المساجد والسرج} وفي الجملة الثانية ضعف, ولها شواهد تحسن بها.
- قال عليه الصلاة والسلام: {لعن الله من لعن والديه، ولعن الله من ذبح لغير الله، ولعن الله من آوى محدثاً، ولعن الله من غير منار الأرض} رواه مسلم وأحمد والنسائي.
- قال عليه الصلاة والسلام: {لعن الله من مثل بالحيوان} متفق عليه.
- قال عليه الصلاة والسلام: {لعن الله الخامشة وجهها، والشاقة جيبها، والداعية بالويل والثبور} رواه ابن ماجة، وصححه ابن حبان.