خباب بن الأرت
ومنهم السابق المفتن، المعذب الممتحن، خباب بن الأرت، أبو عبد الله مولي بني زهرة. أسلم راغباً، وهاجر طائعاً، وعاش مجاهداً، وثبت في إسلامه شاكراً، كان من النواحين البكائين، وكانت نياحته على اكتوائه لما ابتلي في جسمه، وبكاؤه لافتتانه لما اجتمع له من سهمه، كان من فقراء المهاجرين والسابقين، وكان أحد الجلاس للنبي صلى الله عليه وسلم والأناس، فيه وفي أصحابه نزلت: " ولا تطرد الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي " الأنعام - 52 - . كان بذكر الله مستأنساً، وللنبي صلى الله عليه وسلم ملازماً ومجالساً.
حدثنا أبو حامد أحمد بن محمد بن سنان، حدثنا محمد بن إسحاق الثقفي، حدثنا عبد الله بن عمر، حدثنا محمد بن فضيل، عن أبيه، عن كردوس الغطفاني أنه سمعه قال: إن خباب بن الأرت أسلم سادس ستة. له سدس الاسلام.
حدثنا سليمان بن أحمد، حدثنا محمد بن عبد الله الحضرمي، حدثنا الحسن بن علي الحلواني، حدثنا يحيى بن آدم، حدثنا وكيع، عن أبيه، عن أبي إسحاق، عن معدي كرب، قال: أتينا عبد الله بن مسعود نسأله عن طسم الشعراء، قال: ليست معي، ولكن عليكم بمن أخذها من رسول الله صلى الله عليه وسلم عليكم بأبي عبد الله خباب بن الأرت.
حدثنا مسعد بن محمد الصيرفي، حدثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة، حدثنا سعيد بن عمرو الأشعثي، حدثنا سفيان بن عيينة، عن مسعر، عن قيس بن مسلم، عن طارق بن شهاب، قال: كان خباب بن الأرت من المهاجرين الأولين، وكان ممن يعذب في الله تعالى.
حدثنا أحمد بن محمد بن جبلة، حدثنا أبو العباس السراج، حدثنا إسحاق بن إبراهيم الحنظلي، أخبرنا جرير، عن بيان بن بشر، عن الشعبي، قال: سأأل عمر بلالاً عما لقى من المشركين، فقال خباب: يا أمير المؤمنين انظر إلى ظهري، فقال عمر: ما رأيت كاليوم، قال: أوقدوا إلى ناراً فما أطفأها إلا ودك ظهري.
حدثنا عبد الله بن جعفر بن إسحاق الموصلي، حدثنا محمد بن أحمد بن المثنى، حدثنا جعفر بن عون، حدثنا إسماعيل بن أبي خالد، عن قيس، عن خباب، قال: شكونا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو مضطجع في بردة له في ظل الكعبة، فقلنا: ألا تدعو الله لنا، ألا تستنصر الله لنا، فجلس محمراً وجهه، ثم قال " والله إن من كان قبلكم ليؤخذ الرجل فيشق باثنين ما يصرفه عن دينه شيء، أو يمشط بأمشاط الحديد ما بين عصب ولحم ما يصرفه عن دينه شيء، وليتمن الله هذا الأمر حتى يسير الراكب منكم من صنعاء إلى حضرموت لا يخشى إلا الله، والذئب على غنمه، ولكنكم قوم تعجلون " .