ابودجانه صاحب الموقع
الساعة الان : رسالة sms :
عدد المساهمات : 1615 تاريخ التسجيل : 05/05/2011 العمر : 62 الموقع : nobalaa.forumegypt.net المزاج : مبسوط
| موضوع: بعض اداب الصيام الواجبه الإثنين 08 أغسطس 2011, 11:08 pm | |
| في آداب الصيام الواجبة الحمد لله الذي أرشد الخلق إلى أكمل الآداب ، وفتح لهم من خزائن رحمته وجوده كل باب ، أنار بصائر المؤمنين فأدركوا الحقائق وطلبوا الثواب ، وأعمى بصائر المعرضين عن طاعته فصار بينهم وبين نوره حجاب . هدى أولئك بفضله ورحمته وأضل الآخرين بعدله وحكمته ، إن في ذلك لذكرى لأولي الألباب . وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، الملك العزيز الوهاب ، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله المبعوث بأَجَلِّ العبادات وأكمل الآداب ، صلى الله عليه وعلى جميع الآل والأصحاب ، وعلى التابعين لهم بإحسان إلى يوم المآب ، وسلم تسليما . إخواني : اعلموا أن للصيام آدابا كثيرة لا يتم إلا بها ولا يكمل إلا بالقيام بها ، وهي على قسمين : آداب واجبة لا بد للصائم من مراعاتها والمحافظة عليها ، وآداب مستحبة ينبغي أن يراعيها ويحافظ عليها .
فمن الآداب الواجبة أن يقوم الصائم بما أوجب الله عليه من العبادات القولية والفعلية ، ومن أهمها الصلاة المفروضة التي هي آكد أركان الإسلام بعد الشهادتين ، فتجب مراعاتها بالمحافظة عليها والقيام بأركانها وواجباتها وشروطها ، فيؤديها في وقتها مع الجماعة في المساجد ، فإن ذلك من التقوى التي من أجلها شُرِع الصيام وفُرِض على الأمة ، وإضاعة الصلاة مُنَافٍ للتقوى وموجب للعقوبة ، قال الله تعالى : { فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلَاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا }{ إِلَّا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَأُولَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلَا يُظْلَمُونَ شَيْئًا } [ مريم : 59 - 60 ] .
ومن الصائمين من يتهاون بصلاة الجماعة مع وجوبها عليه ، وقد أمر الله بها في كتابه فقال : { وَإِذَا كُنْتَ فِيهِمْ فَأَقَمْتَ لَهُمُ الصَّلَاةَ فَلْتَقُمْ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ مَعَكَ وَلْيَأْخُذُوا أَسْلِحَتَهُمْ فَإِذَا سَجَدُوا } ( يعني أتموا صلاتهم ) { فَلْيَكُونُوا مِنْ وَرَائِكُمْ وَلْتَأْتِ طَائِفَةٌ أُخْرَى لَمْ يُصَلُّوا فَلْيُصَلُّوا مَعَكَ وَلْيَأْخُذُوا حِذْرَهُمْ وَأَسْلِحَتَهُمْ } [ النساء : 102 ] . فأمر الله بالصلاة مع الجماعة في حال القتال والخوف ، ففي حال الطمأنينة والأمن أَوْلَى ، وعن أبي هريرة رضي الله عنه « أن رجلا أعمى قال : يا رسول الله ليس لي قائد يقودني إلى المسجد ، فرخص له ، فلما وَلَّى دعاه وقال : " هل تسمع النداء بالصلاة ؟ " قال : نعم . قال : " فأجب » (1) ، فلم يُرَخِّص له النبي صلى الله عليه وسلم في ترك الجماعة مع أنه رجل أعمى وليس له قائد ، وتارك الجماعة مع إضاعته الواجب قد حرم نفسه خيرا كثيرا من مضاعفة الحسنات , فإن صلاة الجماعة مضاعفة , كما في حديث ابن عمر رضي الله عنهما : أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : « صلاة الجماعة تفضل على صلاة الفذ بسبع وعشرين درجة » (2) . وفوت المصالح الاجتماعية التي تحصل للمسلمين باجتماعهم على الصلاة من غرس المحبة والألفة وتعليم الجاهل ومساعدة المحتاج وغير ذلك . _________ (1) رواه مسلم . (2) متفق عليه .
وبترك الجماعة يعرض نفسه للعقوبة ومشابهة المنافقين ، فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : « أثقل الصلوات على المنافقين صلاة العشاء وصلاة الفجر ، ولو يعلمون ما فيهما لأتوهما ولو حَبْوا , وقد هممت أن آمر بالصلاة فتقام ثم آمر رجلا فيصلي بالناس ثم أنطلق معي برجال معهم حِزَم من حطب إلى قوم لا يشهدون الصلاة فأحرق عليهم بيوتهم بالنار » (1) وعن ابن مسعود رضي الله عنه قال : من سره أن يلقى الله غدا مسلما فليحافظ على هؤلاء الصلوات حيث يُنادَى بهن ، فإن الله شرع لنبيكم سنن الهدى وإنهن من سنن الهدى ، قال : ولقد رأيتنا وما يتخلف عنها إلا منافق معلوم النفاق ، ولقد كان الرجل يؤتى به يُهادَى بين الرجلين حتى يقام في الصف (2) . ومن الصائمين من يتجاوز بالأمر فينام عن الصلاة في وقتها ، وهذا من أعظم المنكرات وأشد الإضاعة للصلوات حتى قال كثير من العلماء : إن من أخر الصلاة عن وقتها بدون عذر شرعي لم يقبل وإن صلى مائة مرة لقول النبي صلى الله عليه وسلم : « من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد » (3) . والصلاة بعد وقتها ليس عليها أمر النبي صلى الله عليه وسلم فتكون مردودة غير مقبولة . _________ (1) متفق عليه . (2) رواه مسلم . (3) رواه مسلم .
* ومن الآداب الواجبة : أن يجتنب الصائم جميع ما حرم الله ورسوله من الأقوال والأفعال , فيجتنب الكذب
وهو الإخبار بخلاف الواقع , وأعظمه الكذب على الله ورسوله , كأن ينسب إلى الله أو إلى رسوله تحليل حرام أو تحريم حلال , قال الله تعالى : { وَلَا تَقُولُوا لِمَا تَصِفُ أَلْسِنَتُكُمُ الْكَذِبَ هَذَا حَلَالٌ وَهَذَا حَرَامٌ لِتَفْتَرُوا عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ لَا يُفْلِحُونَ }{ مَتَاعٌ قَلِيلٌ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ } [ النحل : 116 - 117 ] . وعن أبي هريرة وغيره أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : « من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار » (1) . وحذر النبي صلى الله عليه وسلم من الكذب فقال : « إياكم والكذب ، فإن الكذب يهدي إلى الفجور وإن الفجور يهدي إلى النار ، ولا يزال الرجل يكذب ويتحرى الكذب حتى يُكْتَب عند الله كذابا » (2) . _________ (1) متفق عليه . (2) متفق عليه .
* ويجتنب الغيبة ,
وهي ذكرك أخاك بما يكره في غيبته , سواء ذكرته بما يكره في خلقته كالأعرج والأعور والأعمى على سبيل العيب والذم ، أو بما يكره في خُلُقه كالأحمق والسفيه والفاسق ونحوه ، وسواء كان فيه ما تقول أم لم يكن ؛ لأن « النبي صلى الله عليه وسلم سئل عن الغيبة فقال : " هي ذكرك أخاك بما يكره " قيل : أفرأيت إن كان في أخي ما أقول ؟ قال : " إن كان فيه ما تقول فقد اغتبته ، وإن لم يكن فيه ما تقول فقد بَهَتَّهُ » (1) . ولقد نهى الله عن الغيبة في القرآن وشبَّهَهَا بأبشع صورة ، شبَّهَهَا بالرجل يأكل لحم أخيه ميتا فقال تعالى : { وَلَا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ } [ الحجرات : 12 ] ، « وأخبر النبي صلى الله عليه وسلم أنه مر ليلة المعراج بقوم لهم أظافر من نُحاس يخمشون بها وجوههم وصدورهم فقال : " من هؤلاء يا جبريل ؟ " قال : هؤلاء الذين يأكلون لحوم الناس ويقعون في أعراضهم » رواه أبو داود . _________ (1) رواه مسلم .
* ويجتنب النميمة
، وهي نقل كلام شخص في شخص إليه ليُفسد بينهما , وهي من كبائر الذنوب , قال فيها رسول صلى الله عليه وسلم : « لا يدخل الجنة نمام » (1) ، وعن ابن عباس رضي الله عنهما « أن النبي صلى الله عليه وسلم مر بقبرين فقال : " إنهما لَيعذَّبان وما يعذَّبان في كبير ( أي : في أمر شاق عليهما ) أما أحدهما فكان لا يسْتَنْزه من البول ، وأما الآخر فكان يمشي بالنميمة » (2) ، والنميمة فساد للفرد والمجتمع وتفريق بين المسلمين ، وإلقاء للعداوة بينهم { وَلَا تُطِعْ كُلَّ حَلَّافٍ مَهِينٍ }{ هَمَّازٍ مَشَّاءٍ بِنَمِيمٍ } [ القلم : 10 - 11 ] ، فمن نَمَّ إليك نَمَّ فيك فاحذره .
* ويجتنب الغش في جميع المعاملات من بيع وإجارة وصناعة ورهن وغيرها , وفي جميع المناصحات والمشورات ؛ فإن الغش من كبائر الذنوب ، وقد تبرأ النبي صلى الله عليه وسلم من فاعله فقال صلى الله عليه وسلم : « من غشنا فليس منا » ، وفي لفظ : « من غش فليس مني » (3) ، والغش : خديعة وخيانة وضياع للأمانة وفقد للثقة بين الناس , وكل كسب من الغش فإنه كسب خبيث حرام لا يزيد صاحبَه إلا بعدا من الله . _________ (1) متفق عليه . (2) متفق عليه . (3) رواه مسلم .
* ويجتنب المعازف وهي آلات اللهو بجميع أنواعها كالعود والربابة والقانون والكمنجة والبيانو والكمان وغيرها ؛
فإن هذه حرام وتزداد تحريما وإثما إذا اقترنت بالغناء بأصوات جميلة وأغاني مثيرة , قال تعالى : { وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّخِذَهَا هُزُوًا أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُهِينٌ } [ لقمان : 6 ] , صح عن ابن مسعود أنه سئل عن هذه الآية فقال : والله الذي لا إله غيره هو الغناء ، وصح أيضا عن ابن عباس وابن عمر , وذكره ابن كثير عن جابر وعكرمة وسعيد بن جُبَيْر ومجاهد ، وقال الحسن : نزلت هذه الآية في الغناء والمزامير ، وقد حذر النبي صلى الله عليه وسلم من المعازف وقَرَنَهَا بالزنا فقال صلى الله عليه وسلم : « ليكونن من أمتي أقوام يستحِلُّون الْحِر والحرير والخمر والمعازف » (1) . _________ (1) رواه البخاري .
فالحر : الفرج والمراد به الزنا ، ومعنى يستحلون أي : يفعلونها فعل المستحل لها بدون مبالاة ، وقد وقع هذا في زمننا فكان من الناس من يستعمل هذه المعازف أو يستمعها كأنها شيء حلال ، وهذا مما نجح فيه أعداء الإسلام بكيدهم للمسلمين حتى صدّوهم عن ذكر الله ومهامِّ دينهم ودنياهم ، وأصبح كثير منهم يستمعون إلى ذلك أكثر مما يستمعون إلى قراءة القرآن والأحاديث وكلام أهل العلم المتضمن لبيان أحكام الشريعة وحكمها ، فاحذروا أيها المسلمون نواقض الصوم ونواقصه , وصُونوه عن قول الزور والعمل به ، قال صلى الله عليه وسلم : « من لم يدع قول الزور والعمل به والجهل فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه » ، وقال جابر رضي الله عنه : إذا صمت فليصم سمعك وبصرك ولسانك عن الكذب والمحارم ، ودع عنك أذى الجار ، وليكن عليك وقار وسكينة ، ولا يكن يوم صومك ويوم فطرك سواء . اللهم احفظ علينا ديننا ، وكف جوارحنا عما يغضبك ، واغفر لنا ولوالدينا ولجميع المسلمين برحمتك يا أرحم الراحمين ، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين . | |
|
ام سيف الله الاداره
الساعة الان : رسالة sms :
عدد المساهمات : 1658 تاريخ التسجيل : 05/05/2011 العمر : 46 الموقع : https://nobalaa.forumegypt.net/ المزاج : سعيده
| موضوع: رد: بعض اداب الصيام الواجبه الجمعة 12 أغسطس 2011, 10:53 pm | |
| | |
|