[size=21]كُن قنوعاً بما أعطاك الله
كثيراً ما تغتاظ لأن أحدهم جرحك أو وجه إليك كلاماً لا يعجبك، أو لأنك خسرت هذا الكم من المال، أو أن الخادمة كسرت الفازة الثمينة، أو أن حاجة أو غرض ضاعت منك وردات فعلك اتجاه هذه المواقف عاصفة، عنيفة، بل لا تتناسب وطبيعة الحدث، يتعكر مزاجك وتغضب وتخرج من ذاتك موجات سلبية تعكسها على من حولك، إن الله سبحانه يقول لك (تمهَّل!).
هل الأمر يستحق كل هذه الثورة التي أحرقت خلايا دمك واندفعت لأن تهين فلان أو تضرب خادم أو تزمجر بأحد، هكذا نحن دائماً نضخم الأشياء الصغيرة ونهوّلها وبعد العاصفة نشعر بالتشاؤم والاستياء وضيق الصدر، ونشعر أن كل شيء حولنا مزعج، نتبرم بحالنا وإحباط يلازمنا باستمرار.
لو أنك خرجت من هذا المناخ المشحون وفتحت النافذة المطلة على الدنيا، على السماء والشارع والحديقة، ربما لمحت إنساناً يسير على كرسي متحرك لأنه معوق، لو نظرت إلى البيت المواجه لبيتك ربما تعرض هذا البيت لنكبة، لو التفت إلى السماء الصافية البعيدة وتذكرت أن الله وهَّاب النعم قد وهبك رجلين وغيرك مقعد، وهبك الصحة وغيرك ينازع الموت في مشفى السرطان، وهبك نعمة الأمان وغيرك يعيش تحت القصف والقتل والدمار والتشرد.
خذ نفساً عميقاً واشكر الله واحمده لأنك بخير وعندما تشاهد واقع الناس ومآسيهم لوجدت أنك منعّم.
فلِمَا كل هذا التبرم والحزن... اقنع بما أعطاك الله واشكره لأن التذمر والشكوى تزيل النعم وإذا سلبها الله لن تعود!.
[/size]