دماء المسلمين
أخي المسلم الكريم : إياك إياك الوقوع في دماء المسلمين فإنَّ مما عُلِمَ من الدين بالضرورة وتواترتْ به الأدلة من الكتاب والسنة حُرمةُ دم المسلم ؛ فإنَّ المسلم معصوم الدم والمال ، لا تُرفعُ عنه هذه العصمة إلاّ بإحدى ثلاث ؛ إذ يقول الرسول r : (( لا يَحلُّ دمُ امرىءٍ مسلم إلاّ بإحدى ثلاث : كَفَرَ بعدَ إسلامهِ ، أو زَنَى بعد إحصانهِ ، أو قَتَلَ نفساً بغير نفس ))([1])، وما عدا ذلك ، فحرمة المسلم أعظم عند الله من حرمة الكعبة ، بل من الدنيا أجمع . وفي ذلك يقول الرسول r : (( والذي نفسي بيده لقتل مؤمن أعظم عند الله من زوال الدنيا ))([2]) وهذا الحديث وحده يكفي لبيان عظيم حرمة دم المسلم ، ثم تبصّر ماذا سيكون موقفك عند الله يوم القيامة إنْ أنت وقعت في دم حرام ، نسأل الله السلامة .
قال ابن كثير عند تفسير قوله تعالى :] وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِناً مُتَعَمِّداً فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِداً فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَاباً عَظِيماً [ [ النساء : 93 ] : ( يقول الله تعالى : ليس لمؤمنٍ أنْ يقتل أخاه بوجه من الوجوه ، وكما ثبت في الصحيحين ([3]) عن ابن مسعود : أنَّ رسول الله r قال : (( لا يحلُ دم امرىء مسلم يشهد أنْ لا إله إلا الله وأني رسول الله ، إلا بإحدى ثلاث : النفس بالنفس ، والثيب الزاني ، والتارك لدينه المفارق للجماعة )) ، ثم إذا وقع في شيء من هذه الثلاث فليس لأحد من آحاد الرعية أنْ يقتله ، وإنَّما ذلك إلى الإمام أو نائبه )([4]) . وقال ابن كثير في تفسير نفس الآية : ( وهذا تهديد شديد ووعيد أكيد لمن تعاطى هذا الذنب العظيم الذي هو مقرون بالشرك بالله في غير ما آية في كتاب الله ، حيث يقول الله سبحانه في سورة [ الفرقان : 68 ]
] وَالَّذِينَ لا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهاً آخَرَ وَلا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقّ [ الآية ، وقال تعالى : ] قُلْ تَعَالَوْا أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ أَلاَّ تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئاً [
إلى أن قال : ] وَلا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلاَّ بِالْحَقِّ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ [ [ الأنعام : 151 ] ، والأحاديث في تحريم القتل كثيرة جداً )) ([5]) : (( وعن ابن عباس t قال : قال رسول الله r : (( من جحد آية من القرآن ، فقد حل ضرب عنقه ، ومن قال : لا إله إلاّ الله وحده لا شريك له وأن محمداً عبده ورسوله ، فلا سبيل لأحد إلاّ أن يصيب حداً فيقام عليه )) ([6]).
وفي رواية عن أنس t : (( فإذا شهدوا أنْ لا إله إلاّ الله وأنَّ محمداً رسول الله واستقبلوا قبلتنا وأكلوا ذبيحتنا وصلوا صلاتنا فقد حُرّمتْ علينا دماؤهم وأموالهم إلاّ بحقها ، لهم ما للمسلمين وعليهم ما عليهم )) ([7]).
وعلى المسلم أنْ يقف كثيراً عند قوله تعالى : ] فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ [ [ محمد : 22 ] .
فانظر أخي المسلم إلى عظمة كلمة لا إله إلاّ الله محمد رسول الله ، والحصن والأمان الذي تضفيه على صاحبها إلاّ باستثناءات ذُكرتْ آنفاً .
ومما لا بد من علمه أخي المسلم أن الله Uلم يجعلْ عقوبةً بعد عقوبةِ الشرك بالله أشدَّ من عقوبة قتل المؤمن عمداً حيث يقول : ] وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِناً مُتَعَمِّداً فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِداً فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَاباً عَظِيماً [ [ النساء : 93 ] ، وقد اختلف السلف في هذه الآية فذهب بعض الصحابة إلى أنَّ هذه الآية محكمةٌ وأنها آخر ما نزل على رسول الله r ، وممن ذهب إلى ذلك الإمام الحبر الصحابي الجليل وترجمان القرآن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما فعن سالم بن أبي الجعد عن ابن عباس أنَّ رجلاً أتاه فقال : أرأيتَ رجلاً قتل رجلاً متعمداً ؟ قال : جزاؤه جهنم خالداً فيها وغضب الله عليه ولعنه وأعدّ له عذاباً عظيماً ، قال : أُنزِلتْ في آخر ما نزل ، ما نسخها شيءٌ حتى قُبضَ رسولُ الله r ، قال : أرأيتَ إنْ تاب وآمن وعمل صالحاً ثم اهتدى ؟ قال : وأنى له التوبة ، وقد سمعتُ رسولَ الله r يقول : (( ثكلتْهُ أُمُه رجلٌ قتلَ رجلاً متعمداً يجيء يومَ القيامة آخذاً قاتله بيمينه أو بيساره وآخذاً رأسه بيمينه أو شماله تشخبُ أوداجه دماً في قبل العرش يقول : يا رب سَلْ عبدك فيم قتلني ؟ ))([8]) ، وفي الحديث الصحيح الذي يرويه النسائي في المجتبى ([9]) عن معاوية t عن رسول الله r - قال : سمعته يخطب - يقول : (( كلُّ ذنبٍ عسى اللهُ أنْ يغفره إلاّ الرجلُ يقتلُ المؤمنَ متعمداً أو الرجل يموتُ كافراً )) فأيُّ خطر هذا ، وأي مهلكة يقدم عليها المرء ويجازف بها ، حياةٌ لا ممات فيها وخلودٌ في مستقر لا تَقَرُّ به عينٌ ولا تُرفعُ به عقيرةٌ فخراً وزهواً ، وغَضَبٌ من الله وعذابٌ عظيم وخزي في الدنيا والآخرة مع مكث ولبث طويلين لا يعلم أمدهما إلاّ الله جل في علاه نسأل الله السلامة لنا ولمن اتعظ واتّبع . ثم تبصّرْ أخي المسلم الكريم الحديث جيداً لتنظر كيف أنَّ النَّبيَّ r قد قرن بين قتل المؤمن والشرك بالله تعالى ، وجعلهما مشتركين في استبعاد الغفران .
واعلم أخي المسلم أنَّ أول ما يُقضَى يوم القيامة بين العباد في الدماء ففي ذلك يقول الرسول r : (( أولُ ما يُحاسَبُ به العبدُ الصلاةُ ، وأولُ ما يُقضَى بينَ الناسِ الدماءُ )) ([10]) وما ذلك إلا لعظم خطرها يوم القيامة فاستعد للموقف العظيم ، والسؤال الصعب الذي ما بعده إلا جنة أو نار . وكل الذنوب يُرجَى معها العفو والصفح إلاّ الشرك ، ومظالم العباد . ولا رَيبَ أنَّ سَفْكَ دماء المسلمين وهَتْكَ حرماتهم لَمِنْ أعظم المظالم في حق العباد ، فعن عقبة بن عامر t قال : قال رسول الله r : (( ليس من عبد يلقَى اللهَ لا يشرك به شيئاً ، ولم يتند بدم حرام إلاّ دخل من أي أبواب الجنة
شاء )) ([11]) قوله : ولم يتند : أي لم يصب منه شيئاً أو لم ينل منه شيئاً ويقول الرسول الأعظم في حديث رواه البخاري في صحيحه ([12]) : (( أبغض الناس إلى الله ثلاث : مُلْحِدٌ في الحَرَم ، ومُبتغٍ في الإسلام سنة الجاهلية ، ومطلب دم امرىء بغير حق ليهريق دمه )) . وعن جندب t عن النَّبيِّ r قال: (( من سَمّعَ سَمّعَ اللهُ به يوم القيامة ، قال : ومن يشاقق يشقق الله عليه يوم القيامة ، فقالوا : أوصنا . فقال : إنَّ أول ما ينتن من الإنسان بطنه فمن استطاعَ أنْ لا يأكل إلاّ طيباً فليفعل ، ومن استطاع أنْ لا يحال بينه وبين الجنة ملء كف منْ دم أهراقه فليفعل )) رواه البخاري ([13]). وعن عبادة بن الصامت t عن النَّبيِّ r قال: (( من قتل مؤمناً فاغتبط[14] بقتله لم يقبل الله منه صرفاً ولا عدلاً )) ([15]).
وإياك إياك أخي المسلم أنْ تُضيع على نفسك فرصة النجاة فعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما عن النَّبيِّ r : (( لا يزال المؤمن في فسحة من دينه ما لم يُصِبْ دماً حراماً )) ([16]) أخي المسلم الكريم ، هل أنت على استعداد أنْ تفوّت على نفسك فرصة النجاة العظيمة من النار ، وقد روى البخاري ومسلم([17]) عن النبي r أنه قال : (( ألا لا ترجعوا بعدي كفاراً يضرب بعضكم رقاب بعض )) . ثم اجعل دائماً أخي المسلم نُصْبَ عينيك أنَّ دماء المسلمين وأموالهم وأعراضهم محرمة من بعضهم على بعض ، ولا تحل إلا بإذن الله ورسوله .
واعلم أخي المسلم : أنَّ ما أوردناه غيض من فيض وقليل من كثير فهو إشارات لكثير من العبارات التي وردت في الكتاب والسنة ، تحث المسلمين على الورع والكف عن دماء إخوانهم ، ولما سبق ذكره كان الصحب الكرام والتابعون لهم بإحسان أشد ما يكونون من الورع والوجل من أنْ يغمس أحدهم يده بمظلمة في حق مسلم ، وكانوا كذلك رحمهم الله ورضي عنهم لشدة ما سمعوا ووعوا من كلام النبوة في التحذير من الانغماس في الفتن والشبهات والتزام النفس والبيت ، وعدم الولوج في حرمات المسلمين حتى بالكلام ، صوناً لهم عن التسبب في مظالم للمسلمين فضلاً عن الخوض فيها .
قال أبو موسى الأشعري t : (( إنَّ بعدكم فتناً القاعد خير من الساعي ، حتى ذكر الراكب ، فكونوا فيها أحلاس بيوتكم )) ([18]).
وعن جندب t قال: (( ستكون فتن ، فعليكم بالأرض ، وليكن أحدكم حلس بيته ؛ فإنه لا ينبجس لها أحدٌ إلاّ أَرْدَتْهُ )) ([19]).
وحينما اعتزل سعد بن مالك وعبدُ الله بن عمر y الفتنةَ قال علي t : (( للهِ دَرُّ منـزلٍ نَزلَه سعد بن مالك وعبد الله بن عمر ، واللهِ إنْ كان ذنباً إنه لصغير مغفور ، ولئن كان حسناً إنه لعظيم مشكور )) ([20]) .
تذكّر أخي المسلم ما في الصحيحين ([21]) من حديث أبي بكرة نفيع بن الحارث t أن النبي r قال : (( إذا التقى المسلمان بسيفيهما فالقاتل والمقتول في النار ، قلت : يا رسول الله ، هذا القاتل فما بال المقتول ، قال : إنه كان حريصاً على قتل صاحبه )) .
وفي الصحيحين ([22]) أيضاً من حديث الأحنف بن قيس قال : ذهبتُ لأنصر هذا الرجل – يعني : علي بن أبي طالب – فلقيني أبو بكرة فقال : أين تريد ؟ قلت : أنصر هذا الرجل ، قال : ارجع فإني سمعت رسول الله r يقول : (( إذا التقى المسلمان بسيفيهما فالقاتل والمقتول في النار … )) ثم ذكر بقية الحديث . وفي رواية أخرى للبخاري ([23]) عن الحسن قال : خرجتُ بسلاحي ليالي الفتنة فاستقبلني أبو بكرة فقال : أين تريد ؟ قلت : أريد نصرة ابن عم رسول الله r فقال : قال رسول الله r : (( إذا تواجه المسلمان بسيفيهما فالقاتل والمقتول في النار )) ، وفي رواية لمسلم ([24]) : (( إذا المسلمان حمل أحدهما على أخيه السلاح فهما على جرف جهنم ، فإذا قتل أحدهما صاحبه دخلا جميعاً )) وهذا كله إذا كان القتل غير مأذون به شرعاً ، وقد قصّ الله علينا في كتابه العظيم خبر أول حادثة قتل وقعت في تاريخ البشرية حين قتل أحد ابني آدم أخاه قتله ظلماً وبغياً وحسداً فقال تعالى : ] وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ ابْنَيْ آدَمَ بِالْحَقِّ إِذْ قَرَّبَا قُرْبَاناً فَتُقُبِّلَ مِنْ أَحَدِهِمَا وَلَمْ يُتَقَبَّلْ مِنَ الآخَرِ قَالَ لأَقْتُلَنَّكَ قَالَ إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ [ [ المائدة : 27 ] ومع إن هذا القاتل قد هدّد أخاه بالقتل وأكد ذلك بقوله : (( لأَقْتُلَنَّكَ )) فقد تلطّف معه لعله أنْ يرجع عن عزمه ، وأخبره أيضاً أنه لن يمد يده ليقتله مهما هدده ، بل إنه حتى ولو باشر عملية القتل فسيكف يده أيضاً خوفاً من الله رب العالمين ، فقال له : ] لَئِنْ بَسَطْتَ إِلَيَّ يَدَكَ لِتَقْتُلَنِي مَا أَنَا بِبَاسِطٍ يَدِيَ إِلَيْكَ لأَقْتُلَكَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ [
[ المائدة : 28 ] ثم أخذ ينصح أخاه ويعظه لعله يرجع عما هَمَّ به ، ومع كل هذا التلطف والنصح فلم ينفع ذلك أخاه ، ولم يثنه عن عزمه على قتل أخيه . وكذلك الظلم والحقد والبغي والحسد كل ذلك يعمي القلب عن الحق ، ويصم الأذن عن سماع الحق ، فلا يزال القلب مُصِرّاً على المعصية والإثم والموبقة ، والشيطان يدفعه إلى تلك المعصية ، فالشيطان هو العدو الأول للإنسان فيدفعه إلى ذلك دفعاً ، ويهوِّن عليه الأمر حتى إذا وقع فيها تخلى عنه الشيطان وتبرأ منه ، ثم بعد ذلك تَظْلَمُّ عليه الدنيا وتضيق عليه الأرضُ بما رَحُبَتْ ، قال تعالى : ] فَطَوَّعَتْ لَهُ نَفْسُهُ قَتْلَ أَخِيهِ فَقَتَلَهُ فَأَصْبَحَ مِنَ الْخَاسِرِينَ [ [ المائدة : 30 ] ثم بعد ذلك ماذا حصل للقاتل ؟ ندم على ذلك الفعل الشنيع ، ولكن هل ينفع الندم على قتله ؟ لا ينفع الندم ؛ لأنَّ أخاه قد مات ، ولن يرجع إلى الحياة الفانية ، ثم ماذا يصنع هذا القاتل بعد جريمته تحيّر وبقي يحمله مدة طويلة . أولُ قتيل لا يدري ماذا يصنع به هل يحمله ويضعه في الماء أم هل يضعه فوق الجبال ، أشكل عليه الأمرُ ، فالأمر معضلة ومشكلة ، لأنَّه أول حادثة قتل تحدث على الأرض . فأظهر القاتل ندمه على سوء فعلته وصنيعه فبعث الله غراباً يبحث في الأرض ليريه كيف يدفن أخاه حتى أراه الله كيف يدفن الغراب غراباً . وقد بيّن لنا النَّبيُّ r أنه ما من نفس تُقتل ظلماً منذ ذلك التاريخ وحتى آخر يوم من الدنيا إلا كان لهذا القاتل كفلٌ منها ؛ لأنه أول من سن القتل ، وهذا شأن كل مَن سَنّ ضلالة أو دعا إلى ضلالة فعليه وزرها ووزر من عمل بها إلى يوم القيامة ، وقد بيّن الله سبحانه في كتابه بعد أنْ ذكر قصة ابني آدم أنَّ جريمة القتل عظيمة ، وأنَّ من قتل نفساً بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعاً ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعاً يقول الله تعالى : ] مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ كَتَبْنَا عَلَى بَنِي إِسْرائيلَ أَنَّهُ مَنْ قَتَلَ نَفْساً بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعاً وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعاً [ [ المائدة : 32 ] وهذا الحكم وإنْ كان ظاهره خاصاً ببني إسرائيل إلا إنه عام فينا وفيهم فقد سأل سليمانُ بنُ علي الحسنَ عن هذه الآية فقال : (( قلت للحسن : هذه الآية لنا يا أبا سعيد كما كانت لبني إسرائيل فقال : والذي لا إله غيره كما كانت لبني إسرائيل وما جعل دماء بني إسرائيل أكرم على الله من دماءنا )) ([25]).
أخي المسلم الكريم ، إنَّ الله تبارك وتعالى قد نهى عن قتل النفس بغير الحق في كتابه الكريم ، وأثنى عز وجل على الذين يجتنبون هذه الجريمة العظيمة ، وقد توعّد سبحانه من يفعلها باللعنة والغضب والعذاب العظيم والخلود في نار جهنم فقال تعالى : ] وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِناً مُتَعَمِّداً فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِداً فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَاباً عَظِيماً [ [ النساء : 93 ] .
فاستحضر أخي المسلم هذا التهديد العظيم وهذا الوعيد الكبير فأي تهديد بعد هذا وأي وعيد بعد هذا الوعيد كل ذلك ؛ لأنَّ المسلم له مكانة عند الله تعالى . ودم المسلم هو أغلى الدماء التي يجب أنْ تُصانَ ، وأن يُغضَب لإراقتها .
أخي المسلم الكريم قد بيّن الله سبحانه وتعالى حرمة المسلم ومكانته عند الله تعالى فقد صحّ عن النَّبيِّ r أنه قال : (( والذي نفسي بيده لقتل مؤمن أعظم عند الله
من زوال الدنيا )) ([26]) وفي رواية أخرى : (( لزوال الدنيا أهون على الله من قتل رجل مسلمٍ )) ([27]).
وفي حديث آخر : (( لزوال الدنيا أهون عند الله من قتل مؤمن بغير حق ))([28]) فهذه مكانة المسلم عند الله تعالى فتدبّر أيها القاتل ماذا تصنع بفعلتك ؟ !!
فلزوال الدنيا كلها أهون من قتل رجل مؤمن بغير حق ، زوال الدنيا بأموالها ومزارعها ومصارفها ومصانعها وتجاراتها وبناياتها ودولها وأحلافها ، وكل ما فيها أهون عند الله من قتل مؤمن بغير حق . بل المسلم له حرمة حتى بعد موته فقد نهى النَّبيُّ r عن كسر عظم الميت ، وأخبر أنَّ عظم الميت إذا كُسر فكأنما كُسر وهو حيٌّ ، فقد صحّ عن السيدة عائشة رضي الله عنها أنها قالت : قال رسول الله r : (( إنَّ كسر عظم المؤمن ميتاً مثل كسره حياً )) ([29]).
أخي المسلم الكريم ، إنَّ النَّبيَّ r قد حذّر أمته أشد التحذير من هذه الجريمة فقال : (( سباب المسلم فسوقٌ وقتاله كفر ))([30]) وقال : (( لا ترجعوا بعدي كفاراً يضرب بعضكم رقاب بعض ))([31]) وبيّن أنَّ هذه الجريمة من السبع الموبقات المهلكات فقد قال :
(( اجتنبوا السبع الموبقات : الشرك بالله والسحر وقتل النفس التي حرم الله إلا
بالحق وأكل الربا وأكل مال اليتيم والتولي يوم الزحف ، وقذف المحصنات المؤمنات الغافلات ))([32]) وقال أيضاً : (( أكبر الكبائر : الإشراك بالله وقتل النفس وعقوق الوالدين وقول الزور )) ([33]) . وروى النسائي ([34]) من حديث أبي أيوب الأنصاري t أنَّ النَّبيَّ r قال : (( من جاء يعبد الله ولا يشرك به شيئاً ، ويقيم الصلاة ، ويؤتي الزكاة ، ويصوم رمضان ، ويجتنب الكبائر كان له الجنة )) فسألوه عن الكبائر فقال : (( الإشراك بالله وقتل النفس المسلمة والفرار يوم الزحف )) .
وروي عن النَّبيِّ r أنه قال : (( من قتل مؤمناً فاغتبط بقتله ( يعني سره ذلك وفرح به ) لن يقبل الله منه صرفاً ولا عدلاً )) ([35]).
وقاتل المسلم مهما فرَّ في هذه الدنيا ، فإنَّه لن يفلت يوم القيامة ، ولن يتركه المقتول يوم القيامة ، فقد صحَّ عن النَّبيِّ r أنه قال : (( يجيء الرجل آخذاً بيد الرجل فيقول : يا رب هذا قتلني فيقول له : لما قتلته ؟ فيقول : لتكون العزة لك فيقول : فإنها لي ، ويجيء الرجل آخذاً بيد الرجل فيقول : يا رب ، إنَّ هذا قتلني فيقول الله : لما قتلته ؟ فيقول : لتكون العزة لفلان فيقول الله تعالى : (( إنها ليس لفلان فيبوء بإثمه )) ))([36]) وفي رواية للنسائي([37]) أنَّ النَّبيَّ r قال : (( يجيء المقتول بقاتله يوم القيامة فيقول : سَلْ هذا فيم قتلني ؟ )) فهذا هو الحساب وهو أشد أنواع الحساب فهو ليس تحقيقاً دنيوياً يستطيع به بعضهم أن يتخلص ببعض من يكون للخائنين ظهيراً .
فاحذر أخي المسلم كل الحذر أن تقع في دم حرام فتقتل أحداً من أجل فلان أو مُلْكِ فلان أو إمارة فلان ، فإنهم لن ينفعوك شيئاً عند الله ، ولن يدفعوا عنك شيئاً من عذاب الله . وروى النسائي ([38]) من حديث ابن عباس رضي الله عنهما قال : سمعت نبيكم r يقول : (( يجيء المقتول متعلقاً بالقاتل تشخب أوداجه دماً فيقول : أي رب سَلْ هذا فيم قتلني ؟ )) وعند ابن ماجه ([39]) والترمذي([40]) عن ابن عباس t أنَّ النَّبيَّ r قال :
(( يجيء المقتول بالقاتل يوم القيامة ناصيته ورأسه بيده ، وأوداجه تشخب دماً فيقول : يا رب سَلْ هذا فيم قتلني ؟ حتى يدنيه من العرش )) .
إذن احذر أخي المسلم أنْ يكون لك أحدٌ بالمرصاد يوم القيامة فإنَّ من تقتله في الدنيا لن يتركك في الآخرة ، بل هو لك بالمرصاد . والله سبحانه وتعالى لما جعل للنفس المسلمة هذه الحصانة الكبيرة ؛ ذلك لأنَّ نفس المسلم لها مكانة وحرمة ، فليس أحد يملكها أو يملك إزهاقها ، بل إنَّ ذلك ممنوع غاية المنع ، ولا يجوز إلا بإذن من الله تبارك وتعالى وإذن رسوله r .
بل حتى نفسك التي بين جنبيك لا تملكها أنت ولا يحل لك إزهاقها ؛ ولهذا جاء الوعيد الشديد فيمن يقتل نفسه متعمداً ؛ ففي الصحيحين ([41]) من حديث أبي هريرة t أنَّ النَّبيَّ r قال : (( من تَردَّى من جبل فقتل نفسه فهو في نار جهنم يَتردّى فيها خالداً مُخلَّداً فيها أبداً ، ومن تَحسَّى سُماً فقتل نفسه فَسُمُّه في يده يتحسَّاهُ في نار جهنم خالداً مُخلّداً فيها أبداً ، ومن قتلَ نفسَه بحديدة فحديدته في يده يتوجأ بها في نار جهنم خالداً مُخلّداً فيها أبداً )) . وروى البخاري ([42]) من حديث أبي هريرة t أنَّ النَّبيَّ r
قال : (( والذي يخنق نفسه يخنقها في النار ، والذي يطعن نفسه يطعن نفسه في النار ، والذي يقتحم يقتحم في النار )) . وفي الصحيحين ([43]) من حديث ثابت بن الضحاك t أن رسول الله r : (( من حلف على ملة غير الإسلام فهو كما قال ، وليس على ابن آدم نذر فيما لا يملك ومن قتل نفسه بشيء في الدنيا عُذِّبَ به يوم القيامة ، ومن لعن مؤمناً فهو كقتله ، ومن قذف مؤمناً بكفر فهو كقتله )) . ولفظ جامع الترمذي ([44]) :
(( ليس على المرء نذر فيما لا يملك ، ولاَعِنُ المؤمن كقاتله ، ومن قذف مؤمناً بكفر فهو كقاتله ، ومن قتل نفسه بشيء عُذِّبَ بما قتل به نفسه يوم القيامة )) .
فتنبه أخي المسلم الكريم دائماً بأنَّ مسألة قتل النفس بغير حق من الأمور الخطيرة التي تضيّق على من ارتكبها الدنيا بما فيها ، فمجرد أنْ يقع المسلم في هذه الجريمة تضيق عليه الأرض وتضيق عليه نفسه لذا قال النَّبيُّ r : (( لن يزال المسلم في فسحة من دينه ما لم يُصِبْ نفساً حراماً ))([45]) وفي رواية لأبي داود ([46]) عن أبي الدرداء t أنَّ النَّبيَّ r قال : (( لا يزال المؤمن مُعنقاً ( والمعنق هو طويل العنق الذي له سوابق بالخير ) ما لم يُصِبْ دماً حراماً …..)) وروى البخاري ([47]) من حديث عبد الله بن عمر رضي الله عنهما عن النبي r أنه قال : (( إن من ورطات الأمور التي لا مخرج لمن أوقع نفسه فيها سفك الدم الحرام بغير حلة )) .
ونبينا الأكرم r قد بيّن لنا فضل من خرج من الدنيا ولم يتلطخ بدم المسلم فقال : (( من لقي الله لا يشرك به شيئاً لم يتند بدم حرام دخل الجنة ))([48]) . فهنيئاً لمن خرج من الدنيا ولم يتلطخ بدم مسلم ، وهنيئاً لمن خرج من الدنيا ولم يحمل مسلماً على ظهره يأتي به يوم القيامة ، هنيئاً لمن خرج من الدنيا وقد سلم المسلمون من لسانه ويده ، هنيئاً لمن فارق الدنيا ولم يقترف جريمة يسفك بها دم مسلم .
تذكّر أخي المسلم وصية النَّبيِّ r لأصحابه : (( إنَّ أول ما ينتن من الإنسان بطنه ، فمن استطاع أنْ لا يأكل إلا طيباً فليفعل ، ومن استطاع أنْ لا يحال بينه وبين الجنة بملء كف من دم أهراقه فليفعل )) ([49]).
فاحذر أخي المسلم كل الحذر أنْ يحول بينك وبين الجنة ملء كف من دم تهريقه بغير حقه .
واعلم أخي المسلم الكريم أنَّ النَّبيَّ r كان يحذِّر أمته من الأمور التي تدعو الإنسان إلى أنْ يقتل مسلماً أو أنْ يجرح مسلماً ، ومن ذلك أنَّ النَّبيَّ r نهى أنْ يمر المسلم ،
ومعه السهام في أسواق المسلمين ، أو في مساجد المسلمين ، أو في أي مكان من أماكن تجمعهم ، إلا أن يكون النصل مغطىً حتى لا يجرح به مسلماً ، وهو لا يشعر . فقد صحَّ عنه r أنَّه قال : (( إذا مَرَّ أحدكم بمسجدنا أو في سوقنا ، ومعه نبل فليمسك عن نصالها بكفه ، لا يعقر مسلماً ))([50]) ومن تلك الأمور التي حذّر منها النبي r أنَّه نهى عن الإشارة إلى المسلم بأي شيء يحتمل أنْ يقتله أو يجرحه ، نهى عن ذلك وأخبر أنّ من فعل ذلك فأنَّه ربما نال اللعنة والوعيد الشديد ؛ لذلك قال النَّبيُّ r : (( لا يُشِرْ أحدُكم على أخيه بالسلاح ؛ فإنَّه لا يدري لعل الشيطان ينـزع يده فيقع في حفرة من النار )) ([51]).
وصحّ أنَّه r قال : (( من أشار إلى أخيه بحديدة فإنَّ الملائكة تلعنه ، وإنْ كان أخاه لأبيه وأمه ))([52]). وصحّ أنَّه r نهى أنْ يُتعاطَى السيف مسلولاً ([53])، وكل هذا الاحتراز لشدة حرمة المسلم على المسلم ؛ فنهى النبي r عن ذلك خشية أنْ يكون هناك خطأ فيقع السيف ويجرحك أو يؤذيك أو يقع على أخيك ، وإذا كان ذلك في الأسلحة القديمة فهو في الأسلحة الحديثة أشد تأكيداً ؛ لأنَّ الضرر أعظم ، والخطر أكبر ، والعلة تدور مع الحكم وجوداً وعدماً . ومن الأمور التي يستفاد منها خطورة أمر دماء المسلمين ، هو أنَّ النَّبيَّ r حذّر من الدخول في الفتن ، وما ذلك إلا لأن لا يقع المسلم في دماء المسلمين ؛ لخطورة الأمر وشدته ، فالفتن مظنة لأن يكون هناك قاتل ومقتول ، فالفتن إذا سعرت وابتدأت صعب على الناس إطفاؤها . فنبينا صلوات الله وسلامه عليه قد حذّر أمته من الفتن ، وبيّن أنَّها ستحدث وستكون في هذه الأمة فقد صحّ أنه r قال : (( ستكون فتن القاعد فيها خير من القائم ، والقائم فيها خير من الماشي ، والماشي فيها خير من الساعي من تَشرّف لها تستشرفه ، ومن وجد فيها ملجئاً أو معاذاً فليعذ به ))([54]) هكذا بيّن لنا النَّبيُّ r أنَّ المخلَص من الفتن أنْ يهرب منها المسلم قدر الاستطاعة .
فاحذر أخي المسلم من الوقوع في الفتن ، فالفتنةُ قد تُريكَ الحقَ باطلاً والباطلَ حقاً . وقد تعميك وتصمك وأنت لا تشعر ، وقد أخبر النَّبيُّ r أنَّ الفتن ستقع في أمته فقال :
(( إذا وضع السيف في أمتي لم يرتفع عنها إلى يوم القيامة ))([55]) وأخبر النَّبيُّ r أنه ستأتي فتن في آخر الزمان يكثر فيها القتل وتكثر فيها الفتن حتى أنه من شدة الفتن يمر الرجل على القبر ويتمرّغ عليه ويقول : يا ليتني صاحب هذا القبر ، من شدة ما يرى من الفتن والأمور العظيمة ؛ ففي الصحيحين ([56]) من حديث أبي هريرة أنَّ النَّبيَّ r قال : (( لا تقوم الساعة حتى يمر الرجل بالقبر فيقول : يا ليتني مكانه )) وقال أيضاً : (( والذي نفسي بيده ليأتينَّ على الناس زمانٌ لا يدري القاتلُ في أيِّ شيءٍ قَتَلَ ، ولا يدري المقتولُ على أيِّ شيءٍ قُتِلَ ))([57]) وفي رواية لمسلم : (( والذي نفسي بيده لا تذهب الدنيا حتى يأتي على الناس يومٌ ، لا يدري القاتل فيم قَتَلَ ولا المقتول فيم قُتِلَ ، فقيل : كيف يكون ذلك ؟ قال : الهرج القاتل والمقتول في النار )) ([58]). ونبينا r حينما يذكر ذلك إنما يذكره ليحذرنا من أن نكون من أولئك أو من أن نشارك في سفك تلك الدماء أو أن نتلطخ فيها ، أو أن نلقى الله بها ، وفي الصحيحين من حديث أبي هريرة أن النبي r قال : (( يَتقاربُ الزمانُ ويُقبَضُ العلمُ ويُلقَى الشحُّ ويَكثرُ الهرجُ ، فقيل : وما الهرجُ ؟ قال : القتل ))([59]) وقال أيضاً : (( إنَّ بين يدي الساعة لهرجاً )) ، قال : قلت : يا رسول الله ما الهرج ؟ قال : (( القتل )) ، فقال بعض المسلمين : يا رسول الله ، إنا نقتل الآن في العام الواحد من المشركين كذا وكذا فقال رسول الله r : (( ليس بقتل المشركين ، ولكن يقتل بعضكم بعضاً ، حتى يقتل الرجل جاره وابن عمه وذا قرابته )) فقال بعض القوم : يا رسول الله ، ومعنا عقولنا ذلك اليوم فقال رسول الله r : (( لا ، تنـزع عقول أكثر ذلك الزمان ويخلف له هباء من الناس لا عقول لهم )) ([60]).
فعلى المسلم أن يبتعد عن الفتن كل الابتعاد ؛ لأنَّ النَّبيَّ r أرشد أمته إذا أدركوا الفتن أو أحسوا بالفتن أنْ يبتعدوا عنها كل الابتعاد ، وأنْ يهربوا منها كل الهرب ؛ لأنَّ الفرار من الفتنة من الدين ؛ لذا بوّب البخاري في صحيحه : باب من الدين الفرار من الفتن ([61]).
أخي المسلم الكريم ، إنَّ المسلم ينبغي له أنْ يحذر من الدخول في الفتن ، وأنْ يستعيذ بالله تعالى منها -فقد كان عمار بن ياسر يستعيذ من الفتن – وأنْ يحذر أنْ يشارك فيها بقول أو فعل أو رأي أو بغير ذلك ؛ فإنَّ الفتن إذا صارت لم يسلم منها أحد إلا مَن رَحِمَ اللهُ .
ويا للأسف على بعض الغلاة من المنتسبين إلى العلم في هذا العصر ، فقد ظنوا أن مجابهة مخالفيهم بالطعن والقذف دليل على وفرة العلم وقوة الفهم حتى صار (( من عاداتهم الخبيثة : أنهم كلما ناظروا أحداً من الأفاضل في مسألة من المسائل توجهوا إلى جرحه بأفعاله الذاتية وبحثوا عن أعماله العرضية وخلطوا آلاف الكذبات بصدق واحد ، وفتحوا لسان الطعن عليه بحيث يتعجب منه كل ساجد ، وغرضهم منه إسكات مخاصمهم بالسب والشتم ، والنجاة من تعقب مقابلهم بالتعدي ، والظلم بجعل المناظرة مشاتمة والمباحثة مخاصمة )) ([62]) وحسبنا في الحكم على هذا المسلك قوله r : (( كل المسلم على المسلم حرام دمه وماله وعرضه ))([63]). بل ثبت عنه r أنه قال : (( ليس المؤمن بالطعان ولا اللعان ولا الفاحش ولا البذيء )) ([64]).
--------------------------------------------------------------------------------
([1]) أخرجه : أبو داود ( 4502 ) ، وابن ماجه ( 2533 ) ، والترمذي ( 2158 ) ، والنسائي 7/91 وفي الكبرى ، له ( 3482 ) من حديث عثمان بن عفان t .
([2]) أخرجه : النسائي 7/82 وفي الكبرى ، له ( 3448 ) من حديث عبد الله بن عمرو t .
([3]) أخرجه : البخاري 9 / 6 ( 6878 ) ، ومسلم 5 / 106 ( 1676 ) ( 25 ) .
([4]) تفسير ابن كثير : 514 و515 .
([5]) تفسير ابن كثير : 516 .
([6]) أخرجه : ابن ماجه ( 2539 ) ، وابن عدي في " الكامل " 3/280 .
([7]) أخرجه : البخاري 1/109 ( 393 ) .
([8]) أخرجه : الحميدي ( 488 ) ، وأحمد 1/240 ، وعبد بن حميد ( 680 ) .
([9]) 7/81 وفي " الكبرى " ، له ( 3446 ) .
([10]) أخرجه : البخاري 9/3 ( 6864 ) ، ومسلم 5/107 ( 1678 ) من حديث عبد الله بن مسعود t
(( دون الشطر الأول )) .
([11]) أخرجه : أحمد 4/148 ، وابن ماجه ( 2618 ) ، والحاكم 4/351 - 352 .
([12]) 9 / 7 ( 6882 ) من حديث ابن عباس t .
([13]) 9 / 80 ( 7152 ) .
([14]) هم الذين يقتلون في الفتنة ، فيقتل أحدهم فيرى أنه على هدا ولا يستغفر الله منه أبداً . مسند الشاميين 2/266.
([15]) أخرجه : أبو داود عقب ( 4270 ) .
([16]) أخرجه : البخاري 9 / 2 ( 6862 ) .
([17]) أخرجه : البخاري 1/41 ( 121 ) ، ومسلم 1/58 ( 65 ) ( 118 ) من حديث جرير بن عبد الله t .
([18]) أخرجه : نعيم بن حماد في الفتن ( 489 ) .
([19]) أخرجه : نعيم بن حماد في الفتن ( 490 ) .
([20]) أخرجه : الطبراني في الكبير ( 319 ) .
([21]) البخاري 1/14 ( 31 ) ، ومسلم 8/169 ( 2888 ) ( 14 ) .
([22]) سبق ذكره .
([23]) 9/64 ( 7083 ) .
([24]) 8/170 ( 2888 ) ( 16 ) .
([25]) أخرجه : الطبري في " تفسيره " ( 9211 ) ، وما تقدم من كلام عن هذه القصة اقتباس من محاضرة للشيخ ممدوح الحربي بعنوان القاتل والمقتول ، جزاه الله خير الجزاء .
([26]) سبق تخريجه .
([27]) أخرجه : الترمذي ( 1395 ) بهذا اللفظ من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص t .
([28]) أخرجه : ابن ماجه ( 2619 ) من حديث البراء بن عازب t .
([29]) أخرجه : بهذا اللفظ ابن الجارود ( 551 ) وأخرجه : أبو داود ( 3207 ) ، وابن ماجه ( 1616 ) بلفظ : (( كسر عظم الميت ككسره حياً )) .
([30]) أخرجه : البخاري 1/19 ( 48 ) ، ومسلم 1/57 ( 64 ) ( 116 ) من حديث عبد الله بن مسعود t .
([31]) سبق تخريجه .
([32]) أخرجه : البخاري 4/12 ( 2766 ) ، ومسلم 1/64 ( 89 ) من حديث أبي هريرة t .
([33]) أخرجه : البخاري 3/225 ( 2654 ) ، ومسلم 1/64 ( 87 ) ( 143 ) من حديث أبي بكرة t .
([34]) 7/88 وفي الكبرى ، له ( 3472 ) .
([35]) سبق تخريجه .
([36]) أخرجه : النسائي 7/84 وفي الكبرى ، له ( 3460 ) من حديث عبد الله بن مسعود t .
([37]) 7/84 وفي الكبرى ، له ( 3461 ) من حديث جندب t .
([38]) 7/85 و8/63 ، وفي الكبرى ، له ( 3462 ) و( 7072 ) .
([39]) سنن ابن ماجه ( 2621 ) .
([40]) الجامع الكبير ( 3029 ) .
([41]) أخرجه : البخاري 7/181 ( 5778 ) ، ومسلم 1/72 ( 109 ) .
([42]) 2/121 ( 1365 ) .
([43]) أخرجه : البخاري 8/18 ( 6047 ) ، ومسلم 1/73 ( 110 ) ( 176 ) .
([44]) الجامع الكبير ( 1527 ) .
([45]) أخرجه : البخاري 9/2 ( 6862 ) من حديث ابن عمر رضي الله عنهما .
([46]) سنن أبي داود ( 4270 ) .
([47]) 9/2 ( 6863 ) .
([48]) أخرجه : ابن ماجه ( 2618 ) من حديث عقبة بن عامر t .
([49]) سبق تخريجه .
([50]) أخرجه : البخاري 1/122 ( 452 ) ، ومسلم 8/33 ( 2615 ) ( 124 ) من حديث أبي موسى الأشعري t .
([51]) أخرجه : البخاري 9/62 ( 7072 ) ، ومسلم 8/34 ( 2617 ) من حديث أبي هريرة t .
([52]) أخرجه : مسلم 8/34 ( 2616 ) من حديث أبي هريرة t .
([53]) أخرجه : أبو داود ( 2588 ) ، والترمذي ( 2163 ) من حديث جابر t .
([54]) أخرجه : البخاري 4/241 ( 3601 ) ، ومسلم 8/168 ( 2886 ) ( 10 ) من حديث أبي هريرة t .
([55]) أخرجه : الترمذي ( 2202 ) من حديث ثوبان t .
([56]) البخاري 9/73 ( 5117 ) ، ومسلم 8/182 ( 157 ) ( 53 ) .
([57]) أخرجه : مسلم 8/183 ( 2908 ) ( 55 ) من حديث أبي هريرة t .
([58]) أخرجه : مسلم 8/183 ( 2908 ) ( 56 ) من حديث أبي هريرة t .
([59]) أخرجه : البخاري 8/17 ( 6037 ) ، ومسلم 8/59 ( 157 ) ( 11 ) من حديث أبي هريرة t .
([60]) أخرجه : ابن ماجه ( 3959 ) من حديث أبي موسى الأشعري t ، وهو حديث صحيح .
([61]) صحيح البخاري 1/11 .
([62]) عن الرفع والتكميل انظر آداب الجرح فيه : 15 - 47 .
([63]) أخرجه : مسلم 8/10 ( 2564 ) ( 32 ) ، وأبو داود ( 4882 ) من حديث أبي هريرة t .
([64]) أخرجه : الترمذي ( 1977 ) من حديث ابن مسعود t وقال : ((حسن غريب)) وفي المعنى أحاديث كثيرة .