ابودجانه صاحب الموقع
الساعة الان : رسالة sms :
عدد المساهمات : 1615 تاريخ التسجيل : 05/05/2011 العمر : 63 الموقع : nobalaa.forumegypt.net المزاج : مبسوط
| موضوع: موعظه من قصة البقره الإثنين 14 يوليو 2014, 11:22 pm | |
| [rtl]وموعظة [/rtl] [rtl]* من الوعظ وهو دعوة الأشياء بما فيها من العبرة للانقياد للإله الحق بما يخوفها في مقابلة التذكير بما يرجيها ويبسطها * للمتقين * * وقد أشعر هذا أن التقوى عصمة من كل محذور وأن النقم تقع في غيرهم وعظاً لهم . ولما بين تعالى قساوتهم في حقوقه عامة ثم خاصة اتبعه بيان جساوتهم في مصالح أنفسهم لينتج أنهم أسفه الناس فقال * وإذ قال موسى لقومه * بني إسرائيل * إن الله * أي الذي له الأمر كله * يأمركم أن تذبحوا بقرة * لتعرفوا بها أمر القتيل الذي أعياكم أمره ، وتاؤها ليست للتأنيث الحقيقي بل لأنها واحدة من الجنس فتقع على الذكر والأنثى . ولما كان من حقهم المبادرة إلى الامتثال والشكر فلم يفعلوا بيّن فظاظتهم على طريق الاستئناف معظماً لها بقوله حكاية عنهم * قالوا أتتخذنا هزواً * أي مكان هزء ومهزوءاً بنا حين نسألك عن قتيل فتأمرنا بذبح بقرة ، فجمعوا إلى ما أشير إليه من إساءتهم سوء الأدب على من ثبتت رسالته بالمعجزة فرد كلامه كفر ، فذكرهم بما رأوا منه من العلم بالله المنافي للهزء بأن قال * أعوذ بالله * أي أعتصم بمن لا كفوء له من * أن أكون من الجاهلين * * فإنه لا يستهزىء إلا جاهل ، والعوذ اللجاء من متخوَّف لكاف يكفيه ، والجهل التقدم في الأمور المنبهمة بغير علم - قاله الحرالي . * قالوا * تمادياً في الغلظة * ادع لنا ربك * أي المحسن إليك فكان تخصيصهم له بالإضافة غاية في الجفاء « يبين » من التبيين وهو اقتطاع الشيء ، والمعنى مما يلابسه ويداخله - قاله الحرالي . والمراد المبالغة في البيان بما يفهمه صيغة التفعيل « لنا ما هي » تلك البقرة « قال إنه يقول » . ولما كانوا يتعنتون أكد فقال * إنها بقرة لا فارض * أي مسنة فرضت سنها أي قطعتها * ولا بكر * أي فتية صغيرة * عوان * أي نصف وهو خبر مبتدأ محذوف ، وبين هذا الخبر بقوله * بين ذلك * أي سني الفارض والبكر * فافعلوا ما تؤمرون * * فإن الاعتراض على من يجب التسليم له كفر فلم يفعلوا بل سألوا بيان اللون بعد بيان السن بأن * قالوا ادع لنا ربك * تمادياً في الجفاء بعدم الاعتراف بالإحسان * يبين لنا ما لونها * بعد بيان سنها ، واللون تكيف ظاهر الأشياء في العين - قاله الحرالي .[/rtl] [rtl]* قال * وأكد لما مضى من تلددهم فقال * إنه يقول * وأكد إشارة إلى مزيد تعنتهم فقال * إنها بقرة صفراء * وأكد شدة صفرتها بالعدول عن فاقعة إلى قوله معبراً باللون * فاقع لونها * أي خالص في صفرته . قال الحرالي : نعت تخليص للون الأصفر بمنزلة قانىء في الأحمر فهي إذن متوسطة اللون بين الأسود والأبيض كما كانت متوسطة السن ، * تسر الناظرين * * أي تبهج نفوسهم بأنك إذا نظرت إليها خيل إليك أن شعاع الشمس يخرج من جلدها - قاله وهب * قالوا ادع لنا ربك * المحسن إليك بالإجابة في كل ما سألته * يبين لنا ما هي * ثم عللوا تكريرهم لذلك بقولهم * إن البقر * أي الموصوف بما قدمته * تشابه * أي وقع تشابهه * علينا * وذكر الفعل لأن كل جمع حروفه أقل من حروف واحدة فإن العرب تذكره نقل عن سيبويه؛ ثم أدركتهم العناية فقالوا * وإنا إن شاء الله * أي الذي له صفات الكمال وأكدوا لما أوجب توقفهم من ظن عنادهم وقدموا التبرك بالمشية لذلك على خبر إن * لمهتدون * أي إلى المراد فتبركوا بما لا تكون بركة إلا به * قال إنه يقول إنها * أي هذه البقرة التي أطلتم التعنت في أمرها * بقرة لا ذلول * من الذل وهو حسن الانقياد - قاله الحرالي ثم وصف الذلول بقوله * تثير الأرض * أي يتجدد منها إثارتها بالحرث كل وقت من الإثارة قال الحرالي : وهي إظهار الشيء من الثرى ، كأنها تخرج الثرى من محتوى اليبس؛ ولما كان الذل وصفاً لازماً عبر في وصفها بانتفائه بالاسم المبالغ فيه ، أي ليس الذل وصفاً لازماً لها لا أنها بحيث لا يوجد منها ذل أصلاً ، فإنها لو كانت كذلك كانت وحشية لا يقدر عليها أصلاً . ولما كان لا يتم وصفها بانتفاء الذل إلا بنفي السقي عنها وكان أمراً يتجدد ليس هو صفة لازمة كالذل عبر فيه بالفعل وأصحبه لا عطفاً على الوصف لا على تثير لئلا يفسد المعنى فقال واصفاً للبقرة * ولا تسقي الحرث * أي لا يتجدد منها سقيه بالسانية كل وقت ، ويجوز أن يكون إثبات لا فيه تنبيهاً على حذفها قبل تثير ، فيكون الفعلان المنفيان تفسيراً على سبيل الاستئناف للاذلول ، وحذف لا قبل تثير لئلا يظن أنه معها وصف لذلول فيفسد المعنى ، والمراد أنها لم تذلل بحرث ولا سقي ومعلوم من القدرة على ابتياعها وتسلمها للذبح أنها ليست في غاية الإباء كما آذن به الوصف بذلول ، كل ذلك لما في التوسط من الجمع لأشتات الخير * مسلّمة * أي من العيوب * لا شية * أي علامة * فيها * تخالف لونها بل هي صفراء كلها حتى قرنها وظلفها * قالوا الآن * أي في هذا الحد من الزمان الكائن الفاصل بين الماضي والآتي * جئت بالحق * أي الأمر الثابت المستقر البين من بيان وصف البقرة فحصلوها * فذبحوها * أي فتسبب عما تقدم كله أنهم ذبحوها * وما كادوا * أي قاربوا قبل هذه المراجعة الأخيرة * يفعلون * قال ابن عباس رضي الله عنهما : لو ذبحوا بقرة ما لأجزأتهم لكنهم شددوا في السؤال فشدد الله عليهم - يعني أنهم كلفوا بالأسهل فشددوا فنسخ بالأشق ، وهو دليل جواز النسخ قبل الفعل ، أو يقال إنه لما كان السبت إنما وجب عليهم وابتلوا بالتشديد فيه باقتراحهم له وسؤالهم إياه بعد إبائهم للجمعة كما يأتى إن شاء الله تعالى بيانه عند قوله تعالى[/rtl] [rtl]* إنما جعل السبت على الذين اختلفوا فيه * * النحل : 124 * كان أنسب الأشياء تعقيبه بقصة البقرة التي ما شدد عليهم في أمرها إلا لتعنتهم فيه وإبائهم لذبح أيّ بقرة تيسرت ، ويجوز أن يقال إنه لما كان من جملة ما استخفوا به السبت المسارعة إلى إزهاق ما لا يحصى من الأرواح الممنوعين منها من الحيتان وكان في قصة البقرة التعنت والتباطؤ عن إزهاق نفس واحدة أمروا بها تلاه بها ، ومن أحاسن المناسبات أن في كل من آيتي القردة والبقرة تبديل حال الإنسان بمخالطة لحم بعض الحيوانات العجم ، ففي الأولى إخراسه بعد نطقه بلحم السمك ، وفي الثانية إنطاقه بعد خرسه بالموت بلحم البقر ،[/rtl] | |
|