قصة نبي الله ايوب عليه السلام

[size=18] وقد نشأ "أيوب" على دين أبيه وجده
"إبراهيم" الخليل – عليه السلام- وكان ثريًّا له مال كثير وتجارة
كبيرة، ويمتلك الكثير من المواشي والأراضي ، لكنه – مع كل هذا الجاه والثراء –
كان متواضعًا محبًّا للخير، يكثر من التصدق بماله، والإنفاق على الفقراء
والمحتاجين؛ فأحبه الناس، وصارت له منزلة كبيرة في قلوبهم، ومكانة عظيمة بينهم .

عاش "أيوب" – عليه السلام – في سعادة وهناء،
بين قومه وأولاده ، ينعم بما حباه الله من نعيم وثراء، ويؤدى حق الله في ماله
للفقراء والمساكين , ولكن الأمور لم تستمر على هذا النحو من السعادة والهناء ،
فسرعان ما تغيرت الحال بنبي الله "أيوب" وتبدلت حياته على نحو عجيب .

ولما اشتد به المرض أخرجه الناس من بلده ، وألقوه في
مكان بعيد خارجه ، فكانت زوجته تتردد إليه , فتقوم على خدمته ، وتقضى حوائجه ،
وتعينه على أموره , فقد كانت تلك الزوجة صورة مشرقة للوفاء والإخلاص للزوج.

وكان "أيوب" – عليه السلام- مؤمنًا صابرًا
على الرغم من مرضه ، وما ابتلاه الله به من فقر وحاجة ، ونفور الناس منه ،
وابتعادهم عنه ، وكان كل ذلك لا يزيده إلا إيمانًا وصبرًا ، وحمدًا، ودعاءً
وشكرًا .

- لقد عشت سبعين سنة صحيحًا ، فهل كثير لله أن أصبر
سبعين سنة ؟!

وزاد المرض على " أيوب " – عليه السلام –
وخاف الناس أن يصيبهم ما أصابه، فلم يعد أحد منهم يقبل أن تعمل زوجة " أيوب
" عنده أو تخدمه حتى لا تعديهم بمخالطته ، ولم تجد تلك الزوجة الصابرة ما
تنفقه ، فباعت إحدى ضفائرها لبعض بنات الأشراف لتزين بها شعرها ، واشترت بثمنها
طعامًا كثيرًا لزوجها ، فلما جاءته به تعجب " أيوب " وسألها :

خدمت به أناسًا .

ومرت أيام، ولم تجد زوجة " أيوب " ما تشترى
به الطعام لزوجها ، فباعت الضفيرة الأخرى ، واشترت طعامًا ، فلما أتت إلى "
أيوب " – عليه السلام – سألها عنه ، وحلف ألا يأكل شيئًا منه حتى تخبره من
أين جاءت به ؟!

وبينما كان "أيوب"- عليه السلام- حزينًا مهمومًا،
مر به رجلان ، فلم يستطيعا أن يقتربا منه لمرضه ، فقال أحدهما للآخر :

وسمعهما " أيوب " – عليه السلام- فحزن
حزنًا شديدًا ، وتوجه إلى الله بالدعاء أن يفرج عنه ما هو فيه من ضر وبلاء وقال
:

[/td] [/tr]

(الأنبياء)

- يا عبد الله . هل رأيت رجلاً مريضًا كان
نائمًا في هذا المكان ؟!

ثم قال لها نبي الله "أيوب" ضاحكًا : أنا
" أيوب " ! فقالت له باكية : أتسخر منى يا عبد الله ؟! فلما نظرت إليه
جيدًا عرفته ، ففرحت بشفائه فرحًا شديدًا ، وعاش " أيوب "- عليه
السلام- بعد ذلك سبعين سنة، رزقه الله خلالها كثيرًا من الأولاد ، وأنعم
عليه بالنعم الكثيرة ، وعوضه عما فقده من مال وبنين .

» بيان من الهيئة العالمية للتعريف بالرسول صلى الله عليه وسلم ونصرته حول ما تطاول به أحد الصحفيين على الله تعالى وعلى رسوله محمد عليه الصلاة والسلام
» باب ما كان النبي صلى الله عليه وسلم يستعيذ بكلمات الله لا بكلام غيره
» الخالدون مائه اعظمهم محمد رسول الله صلي الله عليه وسلم
» باب ما نقش النبي صلى الله عليه وسلم في خاتمه من كتاب الله وما يدخل به الحاجة
» تقديم الرأي على قول الله وقول رسوله صلى الله عليه وسلم