فى منازل شهيد وأسرة عادية لا علاقة لها بالسياسة ومصاب فى
جمعة الغضب وأهالى كفر المصيلحة بمحافظة المنوفية، مسقط رأس الرئيس السابق،
كانت «المصرى اليوم» حاضرة مع هؤلاء، معظمهم أصيب بصدمة وخيبة أمل من
الحكم على نجلى الرئيس السابق وأعوان وزير داخليته الستة بالبراءة، مؤكدين
أن المقدمات كانت تشير، ولو من بعيد إلى النهاية التعيسة للمحاكمة، قبل أن
يسدل الستار ويهبط الجميع من على خشبة مسرح المحاكمة، إلا أن كثيراً منهم
كان يحدوه الأمل فى أن يصدر القضاء حكمه للتاريخ، لي
نصف أهالى الشهداء الذين أصيبوا بالصدمة، جراء القول إنه لم
يثبت بالأدلة المادية تورط وزارة الداخلية فى قتل المتظاهرين، نفس الأمر
تكرر مع المصاب الذى أصابته نوبة دهشة وبكاء لم يفق منها، إلا على قطع
الحجارة وأصوات المناوشات بين أهالى الشهداء وأبناء مبارك.
فى المقهى حيث يقضى القاهريون معظم أوقاتهم، وفى مقاهى وسط
المدينة تحديدا، كانت الأجواء مختلفة، فالصدمة هنا امتزجت بكثير من
التعليقات الساخرة حينا والسباب أحيانا، وهو ما حدث داخل حجرة أسرة مصرية،
بعيدة عن السياسة، تسكن فى إسطبل عنتر، تلك المنطقة العشوائية.
الوضع خارج القاهرة وتحديدا فى قرية كفر مصيلحة كان أكثر
إثارة للدهشة، حيث تابع معظم أهالى القرية المحاكمة من المنزل، بينما خرجت
مجموعة من الشباب إلى أحد المقاهى الشهيرة بالقرية، وحدث تراشق بالألفاظ
بين معارضى الحكم ومؤيديه، لكن الجميع كان يجلس مستظلا ببوسترات حملة
الفريق أحمد شفيق رئيسا، التى أصبحت أبرز ما يميز القرية بعد إزالة صور مبارك من على مبانيها العامة أو تشويهها
دقائق بين الصمت والبكاء فى منزل الشهيد «مصطفى الصاوى».. ووالدته: ابنى مات النهارده
بين حكم المؤبد ضد مبارك
والعادلى، وحكم البراءة الصادر فى حق نجلى الرئيس السابق جمال وعلاء
ومساعدى وزير الداخلية الستة عاشت الحاجة «أم مصطفى» دقائق بين الصمت
والبكاء والصراخ، لم تكن تتوقع صدور مثل هذا الحكم، ابنها «مصطفى الصاوى»،
المدرج ضمن قائمة المدعين بالحق المدنى، لم يحصل على عدالة الأرض على حد
تعبيرها.. .
الحاجة «أم عمرو» تعلق على الأحكام: «خلاص الثورة هتقوم تانى»
بعد أن قضوا حياتهم فى
الانتظار.. تارة فى انتظار أن يلتفت إليهم أحد المسؤولين لينقلهم من مسكنهم
المتواضع فوق جبل «إسطبل عنتر» إلى مسكن آدمى.. قبل أن ينهار بهم الجبل
فيواجهوا مصير أهالى «الدويقة».. وتارة فى انتظار حصول أحد أبنائهم على
فرصة عمل مناسبة.. تعول الأسرة المكونة من 6 أفراد.. وتارة أخرى فى انتظار
استجابة المسؤولين لطلب علاج رب الأسرة المصاب بشلل رباعى على نفقة الدولة -
انتظرت أسرة الحاجة «أم عمرو» حياتها فى عهد الرئيس السابق محمد حسنى
مبارك، وانتظرت أيضا محاكمته..
أحمد الشيخ أحد مصابى الثورة:«النهارده أول يوم أحس إنى أعمى وعينى راحت هدر»
أحمد محمد محمود أحمد،
وشهرته أحمد الشيخ.. شاب عمره 27 عاماً فقد كلتا عينيه يوم 28 يناير.. لم
يكمل تعليمه واكتفى بالحصول على الشهادة الإعدادية كى يساعد والده على
تربية أشقائه الأربعة الأصغر منه سناً.. قرر أن يذهب ليحضر جلسة النطق
بالحكم على الرئيس المخلوع حسنى مبارك، رافقته «المصرى اليوم» من منزله
بإحدى المناطق العشوائية بالقرب من ميدان زين العابدين بمنطقة السيدة زينب
إلى مقر أكاديمية الشرطة حيث مكان المحاكمة.. المزيد.
«الشارع» مستاء من الحكم .. ويتوقع «براءة» مبارك والعادلى فى «النقض»
رصدت «المصرى اليوم» آراء
المواطنين فى الشارع بعد النطق بالحكم فى قضية الرئيس المخلوع مبارك
وولديه، وحبيب العادلى، وزير الداخلية الأسبق، ومعاونيه الستة..
أهالى «العباسية» يختلفون.. ومواطنون: المحاكمة «تمثيلية» ورحم الله الثورة
تباينت ردود فعل المواطنين
بمنطقة العباسية تعليقاً على صدور الحكم بشأن محاكمة الرئيس المخلوع،
فبينما رأى البعض أنها محاكمة تمثيلية وقرار صدمة قال البعض الآخر إن الحكم
طبيعى ويرضى الشعب.. المزيد
والد الشهيد محمد يوسف: خطبة القاضى أبكتنا... وحكمه أحزننا
دموع ونحيب، صراخ وحسرة،
ودعوات بالعودة إلى الميادين ومطالبات بضرورة إعادة المحكمة.. كل تلك
المشاعر والانفعالات شهدتها منازل أسر شهداء الثورة بعد سماع الحكم..
كفر المصيلحة: تراشق بالألفاظ وقت النطق بـ«المؤبد».. ولافتات تأييد «شفيق» تظلل الجميع
مزيج من الفرحة والحزن
والدهشة وكثير من لافتات التأييد لأحمد شفيق، المرشح الرئاسى فى سباق
الإعادة، هكذا استقبل أهالى قرية «كفر المصيلحة» نطق الحكم بالمؤبد على
الرئيس السابق محمد حسنى مبارك فى قضية قتل المتظاهرين أثناء ثورة 25
يناير.. لافتة كبيرة ترحب بالزائرين تزين مدخل القرية، وصورة قديمة غطتها
الأتربة للرئيس المخلوع وسط هدوء يخيم على المكان، فيما عدا تجمع عدد من
سائقى الميكروباصات.. كانت هذه أهم ملامح قرية «كفر المصيلحة»، التابعة
لمركز شبين الكوم بمحافظة المنوفية، فى يوم محاكمة الرئيس المخلوع..
الرجل الذى قال لـ«مبارك» أمام الكعبة «اتق الله»: الحكم ضعيف.. والمحاكمة السياسية تريح الجميع
لم يكن كغيره واحداً من ضحايا نظام مبارك، وإنما ضحية مبارك نفسه بعد كلمة
حق قالها فى وجه سلطان يقضى عقوبة الحبس المؤبد فى مستشفى سجن طرة على نيل
القاهرة، المواطن «على قطان» صرخ بالقول فى حضرة مبارك وأمام الكعبة
المشرفة: «اتق الله»، فكان جزاؤه الترحيل من السعودية مقبوضا عليه، ثم الزج
به فى قاع السجن 15 عاما بلا محاكمة فقد خلالها عينه اليسرى...